عكس النهائي المثير الذي جمع بين الزعيم والليث المستوى المتطور للكرة السعودية واعطى صورة جيدة ومطمئنة عن عطاء اللاعب السعودي داخل الملعب فنياً ولياقياً، وكانت المباراة التي اقيمت في ظروف مثالية لكلا الفريقين مسك الختام لموسم رياضي طويل كان حافلاً بالجهد والركض والعرق، فاز الهلال لأنه الاحق بالفوز بخبرة نجومه الكبار ودهاء مدربه باكيتا وتميز اجانبه ودعم اعضاء شرفه ووقفة جمهوره، ولم يخسر الشباب فقد قدم فريقاً واعداً للمستقبل وهي عبادة شبابية جعلت من هذا الفريق اسماً على مسمى باستمراره في منح الفرصة للدماء الجديدة في صفوفه.. يحق للهلاليين ان يملؤوا الدنيا فرحاً وابتهاجاً ببطولة الدوري التي تأتي لتؤكد الهيمنة المطلقة للزعيم على بطولات الموسم المحلي لهذا العام في رباعية فريدة من الصعب ان يكررها اي فريق آخر. يثبت الفريق الهلالي انه فريق الحسم الأبرز على مستوى الاندية السعودية في السنوات الاخيرة حيث اصبحنا نشاهد الزعيم وهو لا يفرط بسهولة بأي بطولة يصل لأدوارها النهائية مما اوجد حالة من الارتياح والثقة والاعتزاز لدى جمهوره.. والأهم من ذلك هو النهج الذي يسير عليه الهلاليون في جميع مبارياتهم: احترام الخصوم وتقدير المنافسين. في عالم كرة القدم ليس مهماً ان يكون لديك نجوم ومدرب ذكي بقدر ما تكون الاهمية لأن تمتلك قائمة من الحلول الممكنة والاسلحة الفنية الجاهزة لحسم النتيجة بالوسيلة المناسبة والتوقيت المطلوب.. ومن ثم اجراء التغييرات الناجحة في التشكيلة. رغم الحلة الفنية الجديدة التي ظهر بها.. والانضباط التكتيكي الملحوظ للفريق الشبابي والهجوم المتواصل والضغط المتنوع وقبل ذلك اضاعته الفرص السهلة نظير الثقة الزائدة في الشوط الاول.. الا انها لم تمكنه من الفوز لضعف خبرة لاعبيه وافتقاده للاعب القائد و(المؤثر) ميدانياً داخل الملعب. على طريقة الكبار ارتدى كافة الهلاليين قمصاناً خاصة بالتتويج والأجمل من ذلك هي تلك العبارات التي كانت تحمل معاني الوفاء عليها تجاه الرئيس الاسبق الراحل سمو الأمير عبدالله بن سعد ولاعب الفريق الراحل سعد الدوسري والغائب عبدالله سليمان. الوفاء الهلالي جسده ايضاً رئيسه الأمير محمد بن فيصل وهو يطبع قبلة الشكر والعرفان على يدي والده الأمير فيصل بن سعود وهو يهديه الكأس الغالية.. كذلك وهو يقدم الشكر لأعضاء شرف ناديه بالاسم واحداً واحداً على دعمهم ومساندتهم لناديهم.. الأمير الشاب تحلى ايضاً بالروح الرياضية وأعلى معاني المنافسة الشريفة وهو يزور لاعبي الشباب بعد المباراة وشد من ازرهم وواساهم بعد الهزيمة.. اخبار سعيدة حملها الانتصار الهلالي لجماهيره الوفية.. من ابرزها استمرار الرئيس الذهبي الأمير محمد بن فيصل والتجديد للاعب البرازيلي كماتشو الذي يستحق مبلغ ثلاثة ملايين ريال لاستمراره موسماً آخر في صفوف الزعيم!! نجح الحارس المتألق حسن العتيبي في ازالة مخاوف جماهير الهلال وحافظ على مرماه نظيفاً.. وأكد أنه لاخوف على المرمى الهلالي في ظل غياب محمد الدعيع.. لأول مرة منذ 42 عاماً الكأس والدوري في موسم واحد في جعبة الهلال بالاضافة الى كأس الأمير فيصل وبطولة التضامن الوطني ضد الإرهاب.. هكذا تكون صناعة التاريخ والأهم من ذلك هو التخطيط للمستقبل باستمرار المحافظة على هذه المنجزات.. الجمهور كان عاملاً مهماً في حسم اللقب لمصلحة الزعيم وصدق رئيس الهلال عندما وصفهم بالرقم الصعب في المعادلة الهلالية...