رغم القرارات الرسمية المتكررة بضرورة الالتزام بتعريب المسميات في لوحات المحلات التجارية إلا أنها بقيت تنضح بما تحمله من مسميات أجنبية في مختلف الأسواق والشوارع وفي كل مناطق المملكة. كان أول القرارات ما صدر عن صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، وثانيها القرار الصادر عن وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، وليس آخرها دعوة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة الذي أكّد على ضرورة كتابة اللوحات باللغة العربية، وذلك خلال ملتقى أقيم برعايته مؤخرا في مكةالمكرمة من قبل الجمعية العلمية السعودية للغة العربية. تجاهل التجار والمستثمرين لهذه القرارات وعدم العمل على تطبيقها فعلياً على أرض الواقع يغضب الجمعية العلمية السعودية للغة العربية، وكل الغيورين على سيادة العربية، وهذا ما عبر عنه رئيس الجمعية الأستاذ الدكتور أحمد بن عبدالله السالم والذي أكد أن هناك دعماً كبيراً من قبل الدولة للغة القرآن الكريم في اليونسكو، ولها الفضل بعد الله في احتساب العربية لغة عالمية سادسة، وأضاف "مع ذلك لازالت شوارعنا للأسف تغص باللوحات التي تتوشح بالأسماء الأجنبية رغم القرارات التي تؤكد استبدال الأسماء العربية بها، فلا استجاب التجار للاستعطاف اللطيف الذي نادينا به، ولا هم أذعنوا للقرارات التي تكرس أهميتها ووجوب الاعتزاز بها والتي يصدرها أصحاب الشأن من قيادة ومسؤولين" وذكر د. السالم أن الجمعية سبق و ثمّنت قرارات سمو وزير الشؤون البلدية والقروية ووزير التجارة وأبدت الاستعداد ببذل المستطاع لتفعيلها والتي لو تفاعل معها المستثمرون لأصبحت اللوحات كلها بالعربية وانعكس ذلك على القيمة المعنوية لاعتزاز المواطن بهذه اللغة. وأوضح أن الجمعية العلمية السعودية للغة العربية أبدت استعدادها للتعاون في تفعيل هذا القرار بكل ما تستطيع من الناحية العلمية بفضل ما تضمه جمعيتها العمومية من نخبة من العلماء المتميزين في علوم العربية وفنونها، مشيراً إلى أن الجمعية حين عقدت ندوة في مكةالمكرمة برعاية الأمير خالد الفيصل قد خرجت بتوصيات رفعتها إلى مكتب سموه ومن ضمنها اقتراح التعاون - لتطبيق القرارات - ما بين جامعة أم القرى وجامعة الملك عبدالعزيز والنادي الأدبي في مكةالمكرمة الذي احتضن الندوة. وختم د. السالم مناشدته للتجار والمستثمرين بضرورة تنفيذ هذه القرارات قائلاً "لنا كبير الأمل في كبار المستثمرين بإبراز أسماء اللوحات بالعربية على أن يكون الاسم الأجنبي - في حال كون الشركة عالمية - بخط أصغر بحكم أننا في مهد الفصحى وبلاد مهبط الوحي بتلك اللغة".