كانت ولا تزال مجلة العربي الكويتية لاسيما حينما كان رئيس تحريرها الدكتور أحمد زكي - رحمه الله - تتميز بأسلوبها العلمي المتأدب الذي نقل المعلومة العلمية إلى القارئ مبسطة وميسرة بهدف نشر الثقافة العلمية بين فئات المجتمع. وفي وقتنا الحاضر ومنذ ربيع الأول عام 1420ه الموافق لشهر يونيو/حزيران عام 2003م، تصدر مجلة «الفيصل العلمية» عن مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية وهي مجلة فصلية تعنى بنشر الثقافة العلمية في الوطن العربي. وبتصفح العدد الصادر في ربيع الآخر جمادى الآخرة 1431ه ابريل/يونيو 2010م يجد القارئ ان أسلوب هذه المجلة يتميز بالدقة العلمية واللغة العربية الفصحى مع ترجمة المصطلحات العلمية الضرورية. واختيار موضوعين من العدد المشار إليه أنفقاً يمكن تحديد علاقة العلم بالإعلام فاخباريا نجد تحت زاوية «آفاق علمية» حدثاً عالمياً بارزاً هو توزيع جائزة الملك فيصل العالمية والتي نالها في ذلك العام كل من البروفيسور جوبير رئيس مركز أمراض المفاصل ومددير وحدة أبحاث تآكل المفاصل وزوجته البروفيسورة جوان مارنل بومبيري (الولاياتالمتحدةالأمريكية) أستاذ كرسي ايه بي ام فون نيومان بمدرسة الرياضيات بمعهد الدراسات جمس وكاروال كولينز، ورئيس قسم الرياضيات بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس مناصفة جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم وموضوعها: (الرياضيات). أما جائزة اللغة العربية والأدب فقد فاز بها كل من البروفيسور عبدالرحمن الهواري الحاج صالح من الجزائر، وهو أستاذ بجامعة الجزائر ورئيس المجمع الجزائري للغة العربية والبورفيسور رمزي منير بعلبكي من لبنان وهو أستاذ كرسي الدراسات ولغات الشرق الأدنى بالجامعة الأمريكية في بيروت. وسياسياً نشرت المجلة في زاوية إعلام «موضوعاً بعنوان بعنوان «الكيمياء والسياسة هل تمتزجان؟» لأحمد حامد الغامدي رئيس الجمعية الكيميائية السعودية حيث استبعد الكاتب ان تكون الكيمياء بعيدة عن السياسة ففي «سير حياة مئات الكيميائيين وأحداثهم على مدار التاريخ».. تجمع لديه كثير من الأخبار المهمة التي توضح ان العلاقة بين الكيمياء والسياسة وطيدة وتفاعلية، وناقش الباحث مشاركة الكيميائيين في تشكيل عالم السياسة بعيداً من الدخول في تفاصيل أثر السياسة في مجريات علم الكيمياء والشيء بالشيء يذكر فقد نشرت جريدة المدينة في عددها (18197) ص 22 في 1434/4/7ه 2013/2/17م وفي صفحة السياسة تقرير عن وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) حول انفجار النيزك الساقط على روسيا الذي تجاوزت قوته قوة قنبلة هيروشيا (30) مرة هكذا كان مانشيت التقرير وقد بلغ قطر النيزك 45 متراً اقترب الجمعة من الأرض دون ان يسبب أضرارا خلافاً لمذنب سقط اليوم نفسه على روسيا مما أدى إلى جرح حوالي ألف شخص، ويزن النيزك (135) ألف طن، واطلق عليه اسم 2012 دي ايه - 14 وهو جسم في النظام الشمسي يتألف من صخر ومعادن وجليد مر على بعد (27) ألفاً و(680) كم عن الأرض الخ لقد أوضحت نشرات الأخبار التلفازية ذلك بالصوت والصورة. وفي الصفحة الأخيرة من عدد المدينة نفسه جاء في (خبر خفيف) على حد تعبير الجريدة ان الجمعية الفلكية بجدة ذكرت ان راصدي السماء بجميع مناطق المملكة على موعد بعد غروب شمس الأحد 2013/2/27م مع واحدة من فرص الرصد بالعين المجردة، إذ يشاهد القمر في طور التربيع الأول بجانب نجم أبيض براق هو كوكب المشتري، وسيظهر هذان الجرمان أول ما سيظهران في السماء في الليل بعد غروب الشمس. ويظهر القمر أكبر بكثير من المشتري بسبب انه اقرب إلينا من المشتري.. وسيكونان غداً الاثنين في حالة اقتران، إذ ستفصل بينهما مسافة قصيرة. هذا بالإضافة إلى الكوكب الذي مر بجانب الأرض ويبلغ قطره (45) متراً وسرعته 213 كم/ث يوم السبت 2013/2/16م قريباً من الأرض ولو اصطدم بها لأحدث كارثة خطيرة. وعود على بدء فمجلة الفيصل العلمية نشرت في زاوية «فلك» دراسة عن «المادة المظلمة في الكون» بترجمة معين يحيى بن جنيد من قسم الفيزياء والفلك بجامعة الملك سعود وهي دراسة لا علاقة لها بالسياسة كما في تقرير وخبر جريدة المدينة وهذا ما نعنيه بالثقافة العلمية المحضة التي تتميز بها المجلة بالإضافة إلى المواضيع ذات العلاقة بالإعلام والسياسة. مما تقدم يتضح مدى أهمية الثقافة العلمية للمجتمع عموماً وإذا كانت الإصدارات الثقافية من كتب ومجلات وصحافة تعنى بثقافة العلم، فإن الوقت قد حان لإنشاء قناة تلفازية تعنى بالثقافة العلمية ولو ان بعض القنوات الأولى والثانية والاخبارية والثقافية على سبيل المثال تعرض تقارير جيدة بعضها بالعربية وأخرى مدبلجة، ولكن توحيد الجهود في قناة واحدة أفضل، وفي بلادنا جهات علمية متخصصة كمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والهيئة العامة لحماية الحياة الفطرية وإنمائها والجامعات، فهل يلقى الاقتراح استجابة عند معالي وزير الثقافة والإعلام؟