تعد عوادم السيارات من أكبر مصادر التلوث، خاصة القديمة التي تجوب الشوارع محملة بالعمالة أو مواد البناء أو غيرها، أيضاً الناقلات الصغيرة خاصة المحملة بالأسمنت أو الرمل أو غيره، لك أن تلحظ كمية السموم الخارجة من بعضها أثناء سيرها وشاهد ما يُخرجه عادمها من روائح ودخان قد يساهم في تلوث المنطقة التي تمر من خلالها، لابد من تكثيف الحملات التفتيشية والرقابية على تلك المركبات واتخاذ الإجراء النظامي بحقها المتبع في مثل تلك الحالات. وبالمناسبة يذكر خبر نشر مؤخراً أن مليونيراً صينياً من هواة الشهرة بدأ حملة ساخرة لبيع الهواء النقي معلباً، بعدما شهدت الصين أسوأ أسبوعين لتلوث الهواء. ووزع تشين جوانغ بياو -الذي كون ثروته من العمل في تدوير المخلفات عرف بأعماله الخيرية - معلبات تحتوي على هواء جلبه من مناطق نائية في الصين ،لم يصل إليها التلوث. وقال تشين:"أود أن أقول لرؤساء البلديات والمقاطعات والشركات الكبيرة: لا تسعوا لإنماء الناتج المحلي الإجمالي وتحقيق أعلى الأرباح على حساب أطفالنا وأحفادنا والتضحية ببيئتنا." وتقول منظمة الصحة العالمية: إن التركيز المعياري اليومي الآمن لتلوث الجو هو (20) ميكروجراماً في المتر المكعب الواحد من الهواء ،وإن المستويات التي تزيد عن (300) ميكروجرام، تكون ضارة جداً بالصحة. وسبق أن أشار الزميل البروفيسور أحمد باهمام، أستاذ الأمراض الصدرية بكلية الطب جامعة الملك سعود، إلى وجود علاقة وثيقة بين التلوث وأمراض الرئة والجهاز التنفسي الحادة والمزمنة، والتأثير يكون أكبر لدى الأطفال مقارنة بالكبار، وقد تزداد أمراض الصدر مثل الربو والحساسية في مناطق معينة، بسبب ارتفاع مستوى التلوث في تلك المناطق. وقد أظهرت عدة دراسات لعينات نموذجية من الأطفال ودراسات تضمنت متابعة الأطفال لعدة سنوات، أن وظائف الرئة لدى الأطفال تتأثر بالتلوث الموجود في المدن من تأثير عوادم السيارات والمصانع وغيرها من مصادر التلوث الهوائي حيث ثبت علمياً أن تعرض الأطفال لعادم السيارات أثناء زحمة المرور، يزيد احتمال إصابتهم بالربو وأمراض الصدر الأخرى. لذا، فالأمر ليس مجرد عوادم وتطير بالهواء، لكنها لن تطير بعيداً بل ستستقر في صدورنا وقد لا تغادرها أبداً، وقد نحتاج سنوات لعلاجها، وأعتقد أن الحزم في تطبيق النظام خاصة مع أصحاب مثل تلك السيارات المهترئة، لابد أن يكون قوياً ولا تهاون فيه، فيكفي الازدحام الشديد لتأتي بعض المركبات وتنفث تلك السموم في أجوائنا وصدورنا. أيضاً الوعي يجب أن يكون من قبل سائقي تلك المركبات، وأن تكون الثقافة المرورية مربوطة برخصة القيادة أو رخصة المركبة، وتكون لها غرامات تطبق بحق كل مخالف.