أعربت وكيلة كلية الهندسة المعمارية والتصميم الرقمي، مستشارة مركز التراث العمراني الوطني بالهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتورة ندى النافع، عن أملها في تأسيس مدارس معرفية علمية تعنى بالعمارة الوطنية، من خلال اعتماد مادة التراث العمراني الوطني في المنهج التعليمي وتدريسها للطلاب والطالبات في كليات العمارة بجامعات المملكة، مشيرة إلى أن هذا التوجه العلمي سيسهم في تشكيل ذهنية المعماريين الشباب وتوجههم. وأوضحت ل"الرياض" أن ريادة جامعة دار العلوم في إدراج مادة التراث العمراني وتدريسها ضمن المنهج الدراسي، تنبع من رسالتها الوطنية واستشعارها لقيمة التراث العمراني، وأهدافها الرامية إلى تعزيز الحس الوطني بالتراث العمراني من خلال بناء الشخصية المعمارية الوطنية، وتكوينها عبر منهج علمي مدروس يسهم في تغذية المكون المعرفي الذي يحتاجه كل معماري لإتقان عمارته بمهنية وحرفية تستوعب عناصر الزمان والمكان. وأضافت ان كليات العمارة في كثير من جامعات العالم تدرس مواد التراث العمراني وتعتمده ضمن مناهجها التعليمية، مما يؤكد قيمته وأهميته الوطنية لكل دولة وشعب، معربة عن أملها في أن تقوم جامعات المملكة بإدراج مادة التراث العمراني في منهجها لتشكيل مدارس فكرية ترفد الحقل العلمي المعرفي في هذا المجال بمهنيين ومفكرين في مجال العمارة الوطنية. وأشارت إلى كثير من العوامل المحفزة والمشجعة لدعم التراث العمراني، حيث يحظى بدعم كبير من الدولة ممثلة في الهيئة العامة للسياحة والآثار، مما يبشر أن الأعوام القادمة ستشهد كثيرا من النجاحات والإنجازات العلمية في التراث العمراني الوطني. وأكدت أن مؤسسات التعليم العالي قادرة على تجاوز العوائق التي قد تحول دون تدريس مادة التراث العمراني في مناهجها لأن رسالتها تكمن في تعزيز المعرفة والثقافة في المجالات المختلفة. وأوضحت أن خريجي وخريجات كليات العمارة ممن يتخصصون في التراث العمراني سيكونون إضافة حقيقية ويساهمون مع زملائهم في المحافظة على تراثنا المعماري الوطني، ويعملون جميعاً مع المؤسسات المهتمة بالتراث مثل الهيئة العامة للسياحة والآثار على إشاعة ثقافة التراث العمراني بين أفراد المجتمع، والأهم أنهم سيسهمون في بناء شخصية معمارية وطنية معاصرة تستمد استمراريتها ومواكبتها من تاريخ البلاد وروح الأمكنة العريقة التي شكلت هويتها. وأوضحت أن إسهام المرأة السعودية في مجال التراث العمراني لا يزال في طور التشكل في مجال التراث العمراني، لكنه يزداد يوماً بعد يوم، مضيفة أن الحماس الذي التمسه الجميع في ملتقى التراث العمراني الوطني الثاني في المنطقة الشرقية يدل على قدرة المرأة السعودية على العطاء، فالمشاركات والمهتمات بالتراث العمراني في ازدياد. وقالت إن هناك نوعا من التصور لدور المرأة السعودية في التراث العمراني بمفهوم ورؤية جديدة، تنبع من انجازاتها وعطائها في هذا المجال، واعتقد أن الفترة القادمة ستكون مثمرة جداً، وسيكون للمرأة السعودية دور فاعل في المحافظة على التراث العمراني.