ليس من السهل الكتابة عن عزيز أخذته أيدي المنون من بين أحبته في صبيحة يوم الجمعة الموافق 26-2-1433ه فاضت روحه إلى بارئها وخالقها أسأل الله سبحانه وتعالى ألا يحرمه أجر ذلك اليوم الفضيل إنه الفقير إلى الله الغني عن الناس عمي سليمان بن محمد بن أحمد القصير الذي أفنى عمره في طاعة الله سبحانه وتعالى وكسب المحامد لقد أعياه المرض وأنهكه التعب وكان صابراً محتسباً متكلاً على الله نسأل الله أن يجعلها كفارة لذنوبه، لقد خلف ذكراً حسناًَ وسيرة عطرة كان مثالاً للصبر والاحتساب وصلة الرحم وإغاثة الملهوف على شظف العيش وقضاء الحاجات للقريب والبعيد وبذل كل ما يملك من وقت وجهد ومال لم تشغله الدنيا وتعمي بصيرته، تعود بي الذكريات لأيام الطفولة سنين وأستذكر جهوده في خدمة والديه وأعمامه وإخوانه وأخواته وأبناء عمومته وجميع أقربائه، ومن يتصل به من ماله ووقته ومن جاهه للناس أيام كان رئيساً لمحاسبة محاكم القصيم وفي إدارة الحقوق العامة في إمارة منطقة القصيم حيث تقاعد وهو في أعلى المراتب، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناته، وإني أستبشر خيراً بكثرة المصلين عليه وسماع كلام الثناء عليه بالخير والوفاء والدعاء له بالثبات وأن معادن الرجال تتميز بالعمل الذي قدموه وتعلو قيمة الإنسان على ما يحمله من قيم وما يعرف عنه من شيم ولا غرابة في ذلك فلقد تربى على يد والد كريم هو محمد بن أحمد القصير رحمه الله وجزاه الله عنا خيرا لما عرف عنه من التقوى لله عز وجل والحكمة والرأي والشهامة والصلة والكرم والإحسان والغيرة على محارم الله وعلى والده كريمة هي فاطمة بنت محمد البراك رحمها الله العابدة الزاهدة الوفية المحتسبة البارة العاملة لدينها وخدمة زوجها ووالديه رحمهما الله وضيوفه وأرحامه وجيرانه المتصدقة ليل نهار التي خلفت ذرية صالحة من بنين وبنات وأعانت زوجها على أن يكون غرة في جبين الأسرة وأهل البلدة، وقد كان عمي سليمان أصغر الأبناء وأقربهم في قلوب والديه ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعه بهم في الجنة ولا نقول إلا كما جاء بالأثر اللهم اغفر لأبي أحمد وارفع درجته في المهديين وأخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين اللهم إنه في ذمتك فقه فتنة القبر وعذاب النار وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا على فراقك يا عماه لمحزونون اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد. إبراهيم بن صالح بن محمد القصير