إدارة المعرفة إحدى فروع علم الإدارة، وهي تعني إدارة المعرفة سواءً كانت مكتوبة وموثقة، أو المعرفة المتوفرة لدى موظفي المنظمة أو الشركة والتي تكون متراكمة ومكتسبة أي أنها غير موثقة أو مكتوبة، ولكنه تم اكتسابها عبر التجارب والخبرات الشخصية. وتركز إدارة المعرفة على المعرفة كأحد المصادر والأصول المهمة التي ينبغي الاستفادة المثلى منها لإيجاد قيمة مضافة للمنشأة، وميزة تنافسية، وقد بدأ مؤخراً الاهتمام بإدارة المعرفة كإحدى الأدوات الإدارية لمواجهة التحديات التي تواجهها المنشآت والشركات، خاصة في الوقت الراهن التي تواجه فيه بيئة الأعمال عدة تحديات وصعوبات، منها على سبيل المثال حالة «عدم اليقين» والتغيرات الكبيرة في مجال الأعمال، والمنافسة، والعولمة، التي تؤثر على أعمال المنشآت والشركات وقدرتها ويصعب التعامل معها بشكل تام، وذلك لأنها غير محددة وواضحة، وغالباً لايكون هناك وقت كاف للتعامل معها. لذا تسعى الشركات الكبرى إلى وضع استراتيجيات محددة تأخذ في الاعتبار التغيرات الكبيرة التي يمكن أن تحدث على الأمدين القريب والبعيد، مع أن حالة «عدم اليقين» uncertainity تجعل من الصعوبة بمكان التنبؤ بما سيحدث في المستقبل بدقة عالية. وتدرك معظم الشركات والمؤسسات متوسطة وكبيرة الحجم أنها يجب أن تتنبأ وتتعامل مع «التغيرات لكي تستمر في أداء أعمالها بشكل تنافسي، وأن البديل عن ذلك ربما يكون إفلاسها. هذه التحولات والتغيرات الكبيرة في بيئة العمل، أثرت كثيراً على استراتيجيات وخطط وآلية الأعمال، وبشكل أكثر تحديداً فإن المنافسة الشديدة أجبرت الشركات على تطوير أداء عملها وخدماتها للحفاظ على العملاء وكسب مزيد منهم، ومن هذه الأدوات «إدارة المعرفة» التي تعد من أبرزها حيث أدركت هذه الشركات أنها إذا أرادت البقاء والمنافسة يجب أن تتعامل مع اقتصاد يعتمد أساساً على المعرفة والمعلومات. وإدارة المعرفة هي منهج عمل تعتمد على الاستفادة المثلى من المعرفة المتوفرة في أية منشأة وشركة، فبدلاً من تبعثر وتشتت المعرفة ومصادرها يتم جمعها وتخزينها وتوزيعها على الإدارات والأفراد حسب التخصص ونوعية العمل وأهدافه، كما تعمل على تراكم المعرفة وبشكل مستمر ومتواصل. وأيضاً تعتمد على الحصول على المعرفة من مصادر خارجية ومن ثم تحليلها وإعدادها وتوزيعها على إدارات المنشأة المختلفة. وفي دراسة نشرت في الولاياتالمتحدة فإن خسائر الشركات الأمريكية بلغت في عام 2004 نحو 14 بليون دولار من جراء عدم الاستفادة من المعرفة المتوفرة في داخل هذه الشركات نفسها، أي أن بعض الشركات لم تقم بالاستفادة المثلى من المعرفة التي لديها، فلم تقم بتدوير وتوزيع المعرفة بشكل كاف على بعض الإدارات والأقسام التابعة لها. ومن جانب آخر فإن المحافظة على العملاء وتقديم أفضل الخدمات لهم، والعمل على كسب مزيد من العملاء يعد أمراً بالغ الأهمية في ظل التنافس الشديد، لذا فإن إدارة المعرفة تتكامل مع إدارة علاقات العملاء فيما يخص خدمات العملاء. ونحن في المملكة أحوج ما نكون للاستفادة من إدارة المعرفة كإحدى الأدوات أو الوسائل الإدارية الحديثة للتعامل مع التحديات والتغيرات في بيئة الأعمال والإدارة، خاصة وأن المملكة على وشك الدخول في عضوية منظمة التجارة الدولية والتي بلا شك سوف تضع المنشآت بأنواعها وخاصة الشركات في وضع تنافسي جديد. وخلاصة القول، فإن المنافسة الشرسة، والعولمة، وعدم اليقين، والتغيرات السريعة في بيئة الأعمال أجبرت الشركات على اعتماد أدوات ووسائل تمكنها من البقاء والمنافسة، ومن هذه الأدوات الاهتمام بإدارة المعرفة Knowledge managemnt خاصة في ظل اقتصاد عالمي يعتمد أساساً على المعلومات والمعرفة. ٭ عضو الجمعية الدولية للعلاقات العامة