في إطار احتضان "الرياض" لطلاب أقسام الإعلام وانطلاقاً من دورها الاجتماعي والأخلاقي تجاه شباب المستقبل استقبل الزميل رئيس التحرير الأستاذ تركي بن عبدالله السديري والقيادات التحريرية من الصحيفة مساء أمس الأول وفداً من طلاب دراسة الماجستير بقسم الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يتقدمهم الدكتور عبدالعزيز المقوشي. رئيس التحرير: أهمية الوضع الإعلامي وتحدّياته لا تقل عن حماية الأوطان من الجرائم اللقاء كان ثرياً استعرض هموم وتحديات مهنة الصحافة وشجونها وكذلك أدبياتها. اللقاء استهلّه الزميل رئيس التحرير باستعراض تاريخ الصحافة السعودية مبيناً أنه يختلف عن أي بدايات إعلامية كما يختلف حاضره عن ماضيه من ناحية البدايات فقد بدأنا في صحيفة الرياض ولم يكن بها أكثر من سبعة أو ثمانية موظفين سعوديين وكانت الجريدة تصدر بثماني صفحات فقط أما الآن فقد تطوّر الوضع حيث تصدر الصحيفة ما بين 52 الى 68 صفحة فيما عدد العاملين بالصحيفة من المتفرغين والمتفرغات يتجاوز المئتين وفي حال إضافة المتعاونين والموظفين الإداريين في الإعلان والإخراج يرتفع العدد إلى فوق الأربع مئة موظف. ومضى الأستاذ تركي في حديثه معرجاً على التطور الذي أسهم في تطوير العمل ومنحه إيجابيات كبيرة جداً انعكست بدورها على مرتبات العاملين بالصحيفة وبدرجة لا تقل عن المؤسسات الاقتصادية الكبيرة وهو أمر قد لا يوجد في معظم الصحف من حيث كفاءة العدد والمرتبات. «الرياض» انتهجت إعلان أرقام ميزانيتها وأرباحها بكل وشدد الزميل رئيس التحرير على أهمية الوضع الإعلامي الذي أصبحت مسؤوليته أكبر من أي مسؤولية في أي مرحلة من مراحل تاريخه وواصل قائلاً: إذا كنّا نقول بضرورة وجود أجهزة شرطة تحمي البلاد من التهريب وجرائم الشارع ومن المخدرات فنقول أننا بحاجة في نفس الوقت إلى قوة عسكرية متميزة لأننا وسط خلافات وتحديات تتطلّب مواجهة إعلامية منضبطة لا كالتي موجودة في بعض الدول العربية التي تحولت إلى شتائم وكيل التهم أو التقليل من شأن بعضها البعض. الزميل رئيس التحرير وكلمة ترحيبية بالوفد ولفت الأستاذ السديري إلى ضرورة تطوير وعي المواطن لدينا عبر وضع الحقائق كما هي أمامه وأن يمارس الإعلام دوره في ضرورة وجود كفاءة معتبراً أن وجود نواحي نقص في كل بلدان العالم الثالث أمر طبيعي قياساً بالدول الأكثر تقدماً التي عاشت مراحل تفكير وتطور مشيراً إلى أن بلادنا ولله الحمد منذ عشرات السنين وليس المئات بدأ فيها بناء المجتمع السعودي ومؤسسات التطوير وعُرفت بمشاريع تطوير متميزة كجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي شهدت انفتاحاً كبير جداً وما نقوله عن هذه الجامعة يقال عن ادارات وجامعات أخرى كثيرة ذات علاقة بالحياة الاجتماعية وحقوق المرأة وتقديم المواطن السعودي للوظيفة. وامتدح الزميل السديري الحراك الحاصل والمطمئن والمتمثل في وجود مشاريع مطروحة تشهدها بلادنا والتي تعد أقل الشعوب في العالم الثالث معاناة وأكثرهم انطلاقاً للأمام وأكثرهم طرحاً لمنطلقات التطوير تجاوزنا فيه بلداناً كانت منارات للثقافة والحضارة فيما هي الآن تعاني التخلف والتمزق. « الإلكتروني» بالأرقام: زوّاره يفوقون زوار جميع مواقع الصحف الأخرى وختم الزميل رئيس التحرير كلمته الترحيبية بالتنويه بالدور العظيم والرائد لخادم الحرمين الشريفين الذي ندين له بالتطوير، فهو الرجل الذي اطلق العدد الجامعي والناحية العلمية والتنوع الاقتصادي ومنطلقات كثيرة كالابتعاث في الخارج الذي تجاوز مئة وخمسين ألف مبتعث ثم قام - حفظه الله - بتمديده اربع سنوات أخرى ما يعني اننا أمام امكانات وفرص انطلاق التي سنستفيد منها ونستثمرها بواسطة الإعلام. الزميل الراشد وسليمان العصيمي المواقع الإلكترونية فوضى استهل المداخلات المذيع والإعلامي الأستاذ أحمد الركبان الذي أشار إلى أن الرياض هي الأولى والرائدة عربياً في حجم كتابها الذين أدى تنوعهم إلى منحها زخماً كبيراً ورغبة من العامة لمتابعتها وتساءل عن مراقبة الكتاب ومسألة تقييمهم ومدى تأثيرهم على الإعلام الجديد وصدى كتاباتهم كيف تتم؟ أجاب الزميل رئيس التحرير بأن المسألة تختلف من كاتب لآخر مشيراً الى وجود ردود فعل جميلة تجاه كتاب الرياض وهو أمر لم يكن ظاهراً في الزمن السابق حيث تقتصر المتابعات والإشادات على التحقيقات والمتابعات المحلية وغيرها لافتاً أن أساليب الكتابة اختلفت عما كانت عليه في السابق من إطالة وتنوع في الطرح واضاف: ان قيمة كل كاتب تظهر من خلال ردود الفعل سواء عبر الصحافة الورقية عبر "الرياض نت" وأبدى الأستاذ تركي السديري أسفه من اطلاق الآراء عبر الراشد: «الرياض» نخبوية وكتّابها تنويريّون واستشرافيون يصوغون الرأي العام الشبكة العنكبوتية التي تعج بالفوضى غير المنضبطة فيما الصحف لا يكتب بها إلا من يرتبط بعقد مع الجريدة بعد قناعتها بكفاءته عكس المواقع الإلكترونية التي ينضم إليها ذو المؤهلات والقدرات المتدنية ويكتب ما يشاء بلا ضابط أو حسيب. زوّار"الرياض الألكتروني" الأعلى بين الصحف وفي تعليق للزميل هاني الغفيلي مدير ادارة الإعلام الإلكتروني أشار الى التطوير المستمر لموقع الصحيفة مبيناً أنه للتو تم توقيع عقد مع شركة مايكروسوفت عبر اتفاقية تضمن للصحيفة ظهوراً في بوابة مايكروسوفت مؤكداً أن التميز الذي تشهده الصحيفة طال الموقع الإلكتروني واضاف: نحن في"الرياض نت" لدينا مشروعان "الرياض" كوم ويعنى بنقل النسخة الورقية الى الكترونية اما "الرياض نت" فهو مشرع يعنى بالمتابعة الفورية للاخبار ومدعوم بمقاطع الفيديو والصوت والفلاش والمشاهدات سواء مرئية او صوتية مشيراً الى ان الموقع يحظى بمتابعة تصل الى مليوني زائر ما يعادل جميع الصحف الورقية الأخرى وهو أمر تثبته الأرقام كما اننا الموقع الإعلامي الوحيد الذي يعمل من خلال فريق عمل خاص داخل الصحيفة نفسها من شباب الوطن وهم يقومون بالبرمجة والتصميم والإخراج. نائب رئيس التحرير راشد الراشد "كُتّاب الرياض"استشرافيّون وفي تداخل حول آلية تقييم الكُتّاب بين الأستاذ راشد الراشد نائب رئيس التحرير أن الكاتب في أي مطبوعة هو عصب رئيسي لنجاحها معتبراً أن الخبر أمر عابر بالإمكان الحصول عليه وتوقف الأستاذ الراشد عند قضية الرأي موضحاً انها هي من يصنع توجهات الرأي العام ويساهم في صياغة المجتمع وكذا صناعة رؤيته ويكون مساعداً لصانع القرار السياسي والاقتصادي والتنموي يما يطرحه من أفكار وأضاف: جريدة "الرياض" بما أنها تنويرية نخبوية تهتم بانتقاء كتابها بمعنى أنه يجب أن تكون ثقافته واسعة وأن يكون مؤثراً وذا أطروحات استشرافية لا استهلاكية ويساهم أيضاً في تحصين المواطن والجغرافيا من أي مخاطر وهذا ما يجعل الصحيفة تدفع مبالغ كبيرة للكتاب وشدد الراشد على ان "الرياض" في كل الظروف لا تقبل بالتنازلات فيما يخص كتابها ومستوى تأثيرهم. الزميل سالم الغامدي مع الوفد لا خوف على "الورقية" وفي مداخلة لأحد الطلاب حول امكانية التغيير في الطرح وتبني فكر مغاير عوضاً عن المقالات الطويلة كما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي كالتغريدات القصيرة بما يتماشى مع ثقافة التغيير في المجتمع أكد الزميل رئيس التحرير أن تطور الوضع في الصحيفة وارد خصوصاً أن المعلومات بصفة عامة تتطور في المجتمع الذي يمر بحركات سريعة وما لم ندرك مسارات التطور فلن نستطيع أن نطور أنفسنا أو نفهم ماذا يريد الآخرون ثم استعرض مراحل تطور المقالة عنها في السابق وما كانت عليه من طول مرجعاً ذلك الى غياب الأهمية الإخبارية حيث كانت تقوم الجريدة على المقالات موضحاً أنها مرحلة وانتهت وأن المقياس الآن هو وجاهة الأفكار والطرح وتحجيم المساحة بما لا يثقل على القارئ ولم يستبعد الزميل السديري تغيرات الصحافة لكنه استدرك قائلاً: لا أتصور أنها ستتم في وقت قريب مرجعاً السبب إلى اختلافات مستوى القراءة والوعي والتفاعل ايضاً مع وسائل الإعلام بحيث اذا وجدت هذه الظاهرة في اوروبا او امريكا فهناك فرق كبير جداً بين مستوى الوعي هناك عنه هنا في عالمنا العربي بصفة عامة مدللاً على ذلك بتراجع عدد من الصحف العربية التي كانت قوية في فترة من الفترات ثم تراجعت لأسباب اجتماعية واقتصادية وليست اعلامية. د. عبدالعزيز المقوشي يلقي كلمة الوفد النخبوية.. مؤشر حراك فكري بعدها التقط خيط الحديث الزميل راشد الراشد الذي اعتبر انها ظاهرة غير صحية او تكامل اجتماعي حين نقول إن المغردين تجاوزت تغريداتهم خمسين مليون تغريدة مطالباً بالعودة الى هذه التغريدات لنرى ما تعكسه من مراهقة وخواء وهشاشة ثقافية نافياً أن يكون هذا استشهاداً يعتد به ثم عرج على الصحافة المكتوبة مبيناً أن لها قوالبها ومضامينها وكذلك الإعلام الحديث. وحول تساؤل أحد الطلاب عن كيفية التوفيق بين نخبوية الصحيفة وارقام توزيعها المرتفعة أبان الزميل الراشد أن هذا صحيح عاداً هذا الارتفاع نتيجة للحراك الفكري والثقافي في المجتمع على اعتبار ان لدينا اكثر من مئة وخمسين ألف مبتعث يشكلون قيمة ثقافية وفكرية كذلك الجامعات العديدة المنتشرة في بلادنا ما يعني نخبوية الرياض وارتفاع توزيعها بشكل أكبر. ويلفت الزميل رئيس التحرير النظر الى ما تنتهجه "الرياض" من اعلان أرقام ميزانيتها وارباحها بكل شفافية في حين بقية الصحف لا تعلن ولا تنشر ميزانيتها مضيفاً أن الخوف على تراجع الصحف الورقية وارد ولكن ليس على كل الصحف. خطط بعيدة المدى وفي مداخلة للطالب هاني الغامدي عن خطة الجريدة التنافسية للمرحلة القادمة وسؤال آخر عن تغيير الصورة الذهنية المسيئة لمجتمعنا وديننا أكد الأستاذ السديري ان التنافس قائم ويعتمد على خطط استراتيجية على المدى البعيد نافياً أن يكون مهمة رئيس التحرير ان يجيز جميع الصفحات ولا يجب ان يكون معتبراً أن تعدد الإدارات لا يعني التقليل من أهمية رئيس التحرير لكنها ضرورة. "واس" علاقة تكاملية مع "الرياض" ثم توالت المداخلات والأسئلة من قبل الطلاب عن هموم الصحافة وشجونها حيث تساءل أحدهم عن معايير انتقاء الأخبار من وكالة الأنباء السعودية وكذلك علاقة"الرياض"بها فأجاب الزميل سالم الغامدي مدير التحرير للشؤون السياسية الذي عرف بالوكالة وأهميتها واستفادة الصحيفة من أخبارها الرسمية الدولية مبيناً أنها تشكل رافداً مهماً ضمن الوكالات العالمية الأخرى في تزويد الصحف بالأخبار بالإضافة إلى مراسل الصحيفة المنتشرين في كل عواصم العالم وهو ما أكده الزميل سليمان العصيمي مدير التحرير الذي امتدح العلاقة المتميزة مع "واس" والتي وصفها بالتكاملية مشيداً بمهنية الزملاء في نسب أخبارها لها بخلاف بعض الصحف التي لا تشير لذلك في حال نقل أخبار منها. سطوة المعلن.. تهويل ومبالغة وفي سؤال للطالب بندر المطيري عن الاستثمارات في الصحف وأنّ هي من يقود عربتها؟ وسؤال آخر عن دور "الرياض" في التعاون مع أقسام الإعلام بجامعات المملكة؟ أجاب الزميل الراشد الذي استبعد أن يكون للمعلن هذه السطوة معتبراً أن منحه هذا الدور فيه تهويل مبالغ فيه مستشهداً بانحياز الصحيفة لقضايا الوطن والمواطن عبر تحقيق تناول أحد أهم الشركات المعلنة دون الالتفات لكونها من أهم المعلنين مؤكداً أن المعلن لا يمكنه التأثير على سياسة الجريدة الأخلاقية والأدبية والاجتماعية مؤكداً استقلاليتها تماماً وهو ما أكده الزميل الدكتور أحمد الجميعة الذي أضاف بأنه لا يوجد معلن مؤثر لدرجة أن يمنع خبراً مشيراً الى ذكاء المعلن وادراكه أهمية صحيفة بحجم الرياض تلعب دوراً كبيراً في تسويق منتجه مؤكداً أن المعلن متى انتقل الى الصحافة الالكترونية فوقتها نعلن موت الورقية اضاف:لا توجد وسيلة تلغي وسيلة وإنما تؤثر عليها. أقسام الإعلام.. وفجوة المناهج وحول دور "الرياض"في دعم طلاب اقسام الصحافة والإعلام اكد الزميل سليمان العصيمي أن هذا نهج دأبت عليه الصحيفة لكنه لم يخف خيبته من مخرجات الجامعات التي تهتم بالجانب النظري تغفل الجانب الميداني الأهم للصحفي وشخّص الزميل الدكتور الجميعة الإشكالية أنها تتمثل في رؤية التخصص الخاطئة مشدداً على أن طلاب الإعلام بحاجة إلى ربط دراستهم مع تطورات الاعلام الجديد ،واحتياجات الجمهور، لافتاً الى وجود فجوة بين الدراسة وبين العمل الميداني باستثناء من لديه موهبة. طلاب الماجستير ومتابعة للمداخلات عدد من الزملاء بالتحرير