لا يخفى على الكثير أن فكرة التغيير والتجديد خاصة في المقررات الدراسية كانت عند البعض منكرا لكن الإيمان بالتطور في حدود الضوابط الشرعية جعلت من التعليم في بلادي ذا نهضة مميزة ،فعندما نشأت فكرة هذه النهضة لدى المهتمين فلا بد من تطوير المناهج الدراسية ولكي تتطور المناهج لا بد من النزول للميدان وتلقي سبل التطوير من معلميها ومتعلميها. ومن هنا نشأت (ملتقيات المناهج) في أولى مراحلها التي استدعي اليها نخبة ذات كفاءة عالية من المعلمات والطالبات وأصحاب الرأي والمعرفة من أولياء الأمور وذلك لرصد الإيجابيات وحصر السلبيات للمقررات الدراسية ومنح كامل الحرية في طرح المقترحات. وبما اني قد كُلفت للمشاركة في ذلك الملتقى... اسمحوا لي أن أكون مراسلتكم من جوهر الحدث وأسرد لكم بعض ما دار في أروقته باختصار... استُدعيت للملتقى في يوم الثلاثاء 16/4/1434وما ان اتجهت الى حيث تكون (الابتدائية115) بحي النسيم إذ بي أتفاجأ بروعة المكان وجمال التنظيم ودقة التنسيق مما يشعرك بالجدية في تفعيل الملتقى والخوض في مضمار التطوير بفكر ناضج، وقلم ساخن، وحماس لا يعرف التواني، وبالفعل اجتمعنا وقد حُددت المواد (التوحيد والحديث للصف السادس، والتوحيد والفقه للصف الثالث، والعلوم لذوي العوق السمعي)، أشرف على الملتقى نخبة من المشرفات التربويات من مكتب الإشراف بالروابي حيث عملن جاهدات لنجاح الملتقى من رسم الخطط وإسناد المهام وتوزيع الاستبانات بقصد المسح المدرسي... في هذا الملتقى عمد الجميع الى تقديم المرئيات حول المناهج وفعاليات تطبيقها من خلال ورش العمل، وبما أن الكتاب المدرسي هو الذي يحمل في طياته وبين سطوره عناوين المنهج ومضامينه فقد كان من الأفضل الوقوف ميدانيا على جوانب القوة والضعف بالكتاب المقرر من خلال الرأي المشترك للمعلمة والطالبة وولي الأمر لتقديم نتائج خبرات وممارسات تسهم في إيجاد لمسات متجددة لهذا يكون التطوير الإيجابي بالرغم من أن الموعد الزمني لهذا الملتقى غير مناسب نوعا ما إلا أنه أسعدنا فما كنا لنلتقي إلا لنرتقي حيث دارت فيه رحى المناقشات والحوار الهادف من طرح الأفكار وتبادل الآراء واستعراض قصص النجاح أضف الى ذلك مداخلات هاتفية ساخنه... وإحساسٌ بالتعب يطغى عليه إحساس المتعة.. واسمحوا لي أن أفصح عن شيء مما دار في ثنايا الحوار فقد شدني في أطروحات احدى طالباتنا التي سبق وتعلمت في إحدى الدول العربية الشقيقة وهاهي تكمل تعليمها بالصف السادس هنا بالمملكة العربية السعودية حيث قالت: ما أجمل ديني وما أروع عقيدتي إذ لم أكن أعرف عنها كل هذه المعلومات وما أروع نبيي محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم أكن أعرف عنه سوى اسمه لكني هنا عرفت من هو محمد؟ وكيف كان محمد؟ وكيف يجب أن يكون أتباع محمد؟ صلى الله عليه وعلى آله وسلم... كانت هذه الكلمات الجميلة آخر الأطروحات الرائعة في ملتقانا المليء بكفاحٍ يصعب حصره والذي اختتمت فعالياته في يوم الأربعاء 1/ 5/1434... ودّعتنا (الابتدائية 115) ومشرفاتنا حفظهن الله بمثل ما استقبلننا به من حفاوة عجزت أمامها عبارات شكرنا...والشكر بعد الله لوزارتنا الجليلة التي نأمل أن تكمل مشوار التطوير فثقتنا بها تجعلنا نرقب الأمل في وجود ملتقى مماثل يطمح لتحسين البيئات المدرسية كتحديد عدد الطالبات في الصف والنظر في عدد الحصص للمعلمات والأهم تبديل طريقة التقييم المستمر الى طرق أفضل تولد اهتماما أكبر بالتحصيل الدراسي وذلك لضمان الثمار المرجوة من وراء المناهج والمقررات الدراسية التي يصرف لأجلها الملايين.