مع أي موجة تغيير أو حراك تبرز الكثير من الشعارات. منذ 2010 وإلى 2013 سمعنا كلمات مثل: «الحرية، الديموقراطية، الثورة، الإصلاح، التغيير، النهضة»، وكلها استخدمت على أكثر من مستوى ومن على أكثر من منبر. منابر متعددة الطوائف ومختلفة الأماكن والأشخاص الذين يرفعون تلك الشعارات من تياراتٍ شتى. وإذا كانت تلك الشخصيات تطلق شعاراتٍ رنانة فإنها تحاول أن تدجن أكبر عددٍ من الناس بعد أن أخذت الشعارات مطية للوصول إلى ما تريده. لا ننسى أن جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة وحزب الله ومختلف تيارات الإسلام السياسي السني أو الشيعي يطمح إلى التمدد والنفوذ والتمركز داخل الخليج وخارجه. أكثر من حراك في الخليج كان الحديث العام لكلامهم ينطلق من المفردة المظلومة «الإصلاح»! بينما الهدف الحقيقي للموضوع الوصول إلى السلطة وزعزعة الأمن والاستقرار في البلدان، ولا عجب فإن حسن البناء المؤسس لجماعة الإخوان المسلمين كان واضحاً في أيديولوجيته حين قال: « وكلمة لابد أن نقولها في هذا الموقف هي: أن الإخوان المسلمين لم يروا في حكومة من الحكومات التي عاصروها لا الحكومة القائمة ولا الحكومة السابقة ولا غيرهما من الحكومات الحزبية من ينهض بهذا العبء أو من يبدي الاستعداد الصحيح لمناصرة الفكرة الإسلامية، فلتعلم الأمة ذلك، ولتطالب حكامها بحقوقها الإسلامية، وليعمل الإخوان المسلمون». فالموضوع ليس الإصلاح، بل تشترك تيارات الإسلام السياسي باستخدام واستعمال الشعارات واليافطات من أجل البدء بالتحرك نحو الوصول إلى السلطة، وكل الشعارات تنهار حين يصلون. في تونس الغنوشي يذبح الديموقراطية بسكين استبداده، وكذلك الأمر بمصر وغيرها. الوصول إلى السلطة يعمي ويصم لكنه يوضح أكثر الأهداف والطموحات التي يضمرها التيار الإسلامي الحاكم. يضيف حسن البنا: «وعلى هذا فالإخوان المسلمون لا يطلبون الحكم لأنفسهم، فإن وجدوا من الأمة من يستعد لحمل العبء وأداء هذه الأمانة والحكم بمنهاج إسلامي قرآني فهم جنوده وأنصاره وأعوانه، وإن لم يجدوا فالحكم من منهاجهم، وسيعملون لاستخلاصه من أيدي كل حكومة لا تنفذ أوامر الله»!! بين الخطاب المضمر والخطاب المعلن ترسم خطط تستعمل شعارات، من الإصلاح إلى الجهاد إلى الديموقراطية، ولا عزاء لمن صدقّهم ومنحهم صوته ليصل من بعد ذلك المتطرفون إلى الحكم فيحكمون بالحديد والنار بنفس الطريقة التي أدار بها الديكتاتور من قبل دفة الحكم.