أقدم رجل تونسي على محاولة الانتحار حرقا هي الرابعة من نوعها في غضون يومين، والخامسة منذ حصول حكومة علي لعريض على ثقة المجلس التأسيسي يوم الخميس الماضي. وقالت مصادر إعلامية إن رجلاً يبلغ من العمر 45 عاماً أقدم في ساعة متأخرة من مساء الجمعة على إضرام النار في جسده في بلدة حلق الوادي من الضاحية الشمالية لتونس العاصمة. وأشارت إلى أن الرجل الذي يعمل في مؤسسة حكومية أقدم على فعلته احتجاجا على عدم ترقيته، وأنه أصيب بحروق بليغة ويرقد حالياً في إحدى المستشفيات لتلقي العلاج. وقبل ذلك، شهدت تونس يوم الخميس الماضي 3 محاولات انتحار حرقاً، تمثلت الحادثة الأولى بإقدام رجل أمن على إضرام النار في جسده خلال وقفة احتجاجية نظمها عدد من رجال الأمن أمام مقر وزارة الداخلية وسط تونس العاصمة للمطالبة بإرجاعهم إلى عملهم. والمحاولة الثانية أقدم فيها شاب يبلغ من العمر 25 عاماً في احد الشوارع الرئيسية لجهة الكرم بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة، على سكب البنزين على جسده في خطوة لإحراق نفسه احتجاجا على وضعه الاجتماعي قبل أن ينجح بعض المواطنين في إنقاذه. أما المحاولة الثالثة فقد كانت أليمة وخلفت وراءها ضحية حيث عمدت سيدة في ال 40 من عمرها في جهة أريانة الى إشعال النار في جسدها وإلقاء نفسها من أعلى بناية مما عجل بوفاتها. وتأتي هذه المحاولات للانتحار حرقا بعد يوم واحد من حصول حكومة علي لعريض على ثقة المجلس الوطني التأسيسي، وهي ثقة استبقها عادل خذري بإضرام النار في جسده في خطوة أعادت إلى الأذهان حادثة محمد البوعزيزي التي فجرت احتجاجات شعبية انتهت بسقوط نظام الرئيس التونسي السابق ابن علي في 14 يناير2011. وبحسب مصادر أمنية، فإن عادل خذري (27 عاما) الذي أضرم النار في جسده صباح الثلاثاء الماضي أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة، توفي قبل يومين، وتحولت جنازته في قريته "سوق الجمعة" من محافظة جندوبة الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر شمال غرب تونس إلى مظاهرة احتجاجية ضد الحكومة التونسيةالجديدة. وهتف المشاركون في هذه المظاهرة بشعارات منددة بحركة النهضة الإسلامية التي تقود الإئتلاف الحاكم في البلاد، منها "خبز وماء والنهضة لا"، و"إرحل إرحل يا غنوشي"، و"يا حكومة عار عار،..عادل احرق نفسه بالنار". يُشار إلى أن الانتحار حرقا تحول إلى ما يُشبه الظاهرة في تونس، حيث تم تسجيل أكثر من 160 حالة انتحار بعد الإطاحة بنظام ابن علي منها 69 حالة حرقا، 13 منها سُجلت خلال العام الجاري.