انتقدت رئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز أمس استفتاء أجراه سكان جزر فوكلاند مؤخرا بهدف مواجهة تزايد مطالب الأرجنتين بأحقيتها في الجزر الخاضعة للحكم البريطاني. وأظهر الفرز الرسمي للأصوات في الاستفتاء الذي أجري يوم الاثنين (11 مارس) ان 99.8 في المئة من سكان الجزر ايدوا البقاء تحت الحكم البريطاني اذ بلغ عدد الأصوات الرافضة ثلاثة أصوات فقط من جملة نحو 1500 تم الإدلاء بها. وخلال مناسبة حكومية في بوينس ايرس قالت فرنانديز لأنصارها إن الاستفتاء لا يغير من الموقف الرسمي للأرجنتين بشأن جزر مالفيناس كما يطلق عليها في الأرجنتين. وقالت فرنانديز "تعرفون بالفعل الموقف التاريخي لجمهورية الأرجنتين.. خلال إدارة هذه الحكومة بشكل أساسي فيما يتعلق بقضية جزر مالفيناس فهي مسألة متعلقة بالدولة والمطالبة بالالتزام بقرارات الأممالمتحدة بخصوص الحاجة للحوار." وتطالب الأرجنتين بأحقيتها في الجزر منذ العام 1833 وتقول إنها ورثتها من الاسبان لدى استقلالها وأن بريطانيا طردت سكانا أرجنتينيين من هناك. ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الدول في أنحاء العالم بما في ذلك الولاياتالمتحدة التي تتبنى موقفا محايدا من القضية إلى احترام نتيجة الاستفتاء. ووصفت بوينس ايرس الاستفتاء بأنه خطوة دعائية لا معنى لها وشبهته فرنانديز باستفتاء تجريه مجموعة ممن وضعوا أيديهم على أراض. وتطالب الولاياتالمتحدة الجانبين منذ فترة طويلة بالتوصل إلى اتفاق سلمي حول السيادة على هذه الجزر. وبدعم من الموقف الأميركي مارست فرنانديز ذات الميول اليسارية ضغوطا على بريطانيا للجلوس إلى مائدة المفاوضات وهو ما ترفضه لندن ما لم يطلب سكان الجزر المحادثات. وتصاعدت التوترات الدبلوماسية بين بريطانيا والأرجنتين قبل أكثر من 30 عاماً منذ ان اندلعت حرب بينهما بسبب هذه الجزر. وتقول الارجنتين إن حكم بريطانيا لهذه الجزر هو ارتداد لعهد الاستعمار. وقتل في هذه الحرب نحو 650 أرجنتينياً و255 بريطانيا ولم تنته إلا بعد استسلام الأرجنتين ويتذكرها الأرجنتينيون باعتبارها خطأ مهينا من النظام الوحشي في الأرجنتين في ذلك الوقت. لكن أغلب الأرجنتينيين يعتقدون أن الجزر هي حقا تخص بلادهم وما زالت تمثل رمزا وطنيا قويا يوحد كل الخصوم السياسيين في البلاد.