كشفت دراسة سعودية حديثة أن حوالي 5% فقط من أرباب الأسر - التي شملتهم عينة الدراسة المكونة من 1569 أسرة تسكن في مدينة الرياض - هم عاطلون عن العمل في مقابل 95% ذكروا بأنهم يعملون في القطاع العام أو الخاص أو العسكري والبعض منهم يمارس أعمالاً حرة، وهذا يتسق مع المعدلات العالمية للبطالة. أما من الناحية الصحية فقد كشفت النتائج أن الأسرة السعودية تعاني من الحصول بسهولة على العلاج في المستشفيات الحكومية حيث تضطر إلى اللجوء للمستشفيات الخاصة بسبب الزحام وتأخر المواعيد في المستشفيات الحكومية. كما كشفت الدراسة في جزئها الثاني الذي أعده كرسي الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز لدراسات الأسرة حول أهم التحولات والمشكلات التي تواجه الأسرة السعودية، أن نسبة مرتفعة، وتمثل 38% من الأسر ، يسكنون في شقق، وهي نسبة ملفتة للانتباه وقد يكون ذلك طبيعيا في ظل التحول إلى نمط الأسرة النواتية التي تقتصر على الزوج والزوجة والأبناء، وقد يكون ارتفاع أسعار المنازل هو الذي دفع بعض الأسر إلى السكن في الشقق كما يلاحظ كذلك أن نسبة الفئة التي تسكن في مسكن عبارة عن قصر تبقى محدودة للغاية وتمثل 10% من الأسر المبحوثة. وفيما يختص بعدد أفراد الأسرة وتعدد الزوجات كشفت الدراسة أنه تبين أن اتجاهات الأسرة السعودية نحو الإنجاب قد تراجع حيث أفاد 68.5% من الأسر أن عدد أفراد الأسرة بما فيهم الأب والأم لا يتجاوز ستة اشخاص. وتبين من النتائج أن 79% من الأسر لا يعانون من أي مشكلات في مجال تعليم الأبناء، في مقابل ما نسبته 21% لديهم معاناة في هذا الجانب يأتي في مقدمتها ازدحام المدارس الحكومية وعدم ملاءمتها. كما تبين أن النسبة الغالبة من أفراد عينة الدراسة وبواقع 90% من إجمالي العينة، لم تتجاوز عدد مرات زواجهم المرة الواحدة، في مقابل حوالي 10% لديهم أكثر من زوجة. ولم تستطع الدراسة الحكم بارتفاع أو انخفاض قضية تعدد الزوجات في المجتمع السعودي لعدم وجود دراسات سابقة أو إحصاءات موثقة عن التعدد في المجتمع السعودي. وقد تبين من الدراسة أن الأسرة السعودية تعاني من بعض الأنماط السلوكية الجديدة في الحياة مثل إطالة مشاهدة التلفاز وإدمان الانترنت وقلة حركة الأبناء وانعدام ممارسة الرياضة والإكثار من الوجبات السريعة والميل نحو النمط الاستهلاكي وجميع هذه المشكلات تعد من القضايا المستجدة في المجتمع السعودي وتحتاج إلى المزيد من الدراسة. وفيما يخص تواجد الانترنت في المنازل أوضحت الدراسة أن ما نسبته 64.4% من إجمالي أفراد العينة يوجد إنترنت بمنازلهم، وكشفت النتائج أن مشكلة ضعف ترابط أفراد الأسرة بسبب إطالة الجلوس وقضاء الوقت باستخدام الانترنت جاءت في بالمرتبة الأولى كأكبر مشكلة تعاني منها الأسرة السعودية في هذا المجال. وطرحت الدراسة في ختامها توصيات تدعو إلى النظر في إمكانية إيجاد هيئة متخصصة تعنى بشؤون الأسرة وقضاياها المعاصرة وتتولى مهمة اقتراح وصياغة المبادرات الرامية إلى التعامل بإيجابية مع كل ما يستجد من متغيرات في حياة الأسرة السعودية. كما طرحت ضرورة بلورة إستراتيجية وطنية للأسرة السعودية، والعمل على إيجاد قواعد بيانات ومعلومات إحصائية توفر الجهد والوقت على المهتمين بدراسة قضايا الأسرة السعودية. مع التوسع في الدراسات المعنية برصد واقع الأسرة السعودية، وتوجيه مزيد من الاهتمام برصد المشكلات التي تواجه الأسرة السعودية المعاصرة ومظاهر التغير التي لحقت بالأسرة ولم تكن موجودة من قبل.