مع قرب حلول الموسم الذي تنتشر فيه الأوبئة وتتكاثر أثناءه الحشرات الضارة والجراثيم المسببة لنزلات البرد وآلام المعدة والإصابات المعدية الأخرى، حيث تختبئ تلك الحشرات والميكروبات والجراثيم في كل مكان بالمنزل لتتحين الفرصة كي تباغتك على حين غرة وتنقض عليك، نضع بين يديك عزيزي القارئ فيما يلي أدناه بعض الإرشادات التي أثبت الخبراء فعاليتها في المساعدة على كسب المعركة الضارية التي لا مناص عن خوض غمارها ضد تلك الحشرات والجراثيم والآفات؛ لا سيما وأنها اصبحت في واقع الأمر ذات اعداد متزايدة بصورة دفعت مراكز الصحة الوقائية ومكافحة الأمراض لأن تتوقع تسببها في إصابة أكثر من 76 مليون شخص بأمريكا في هذا العام وحده. وبكل حال، فإن التقيد بالإستراتيجيات التالية لمكافحة الجراثيم من شأنه أن يكفل لك الإحساس بالطمأنينة والشعور بأنك في أفضل أحوالك طيلة موسم الأوبئة والأمراض: ٭ شراء قوارير المياه ذات النوعية الجيدة: إذا كنت ممن يستخدمون القوارير البلاستيكية التي تعاد تعبئتها بالماء من الحنفية، فإنك بذلك تحافظ على البيئة بصورة رائعة؛ بيد أن هنالك خطورة كامنة وعقبة مستترة في هذا الصدد - ذلك ان الاختبارات التي اجريت على عينات من الماء بالقوارير التي يعاد استخدامها لعدة اسابيع قد اسفرت عن وجود جراثيم بمعدلات أكبر مما هو مسموح به قانوناً! كما ان بعض الجراثيم التي تم اكتشافها كانت من النوع المسبب للإسهال والمشاكل الأخرى التي تصيب البطن والمعدة! الاستراتيجية المناسبة: تنصح الدكتورة بربارا روبنسون دون، رئيسة قسم الأحياء المجهرية والدقيقة بمستشفى ويليام بيمونت في متشيجان، بشراء قوارير ماء ذات فتحات واسعة، كتلك التي يستخدمها راكبو الدراجات. وتضيف الدكتورة بربارا قائلة: «يمكنك غسل القارورة بغمسها في ماء حار ممزوج بالصابون داخل الحوض وبذا يمكن تنظيفها بصورة محكمة بحيث يتسنى إعادة استخدامها بطريقة مأمونة». ٭ تجفيف اليدين: من المؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان احتمالات الاصابة بالمرض ومخاطر التعرض له يمكنك تخفيضها بنسبة 75٪ اذا قمت فقط بغسل يديك بمعدل سبع مرات في اليوم على أقل تقدير. اما تجفيف اليدين جيداً بعد ذلك، فإن الأبحاث تشير الى ان من شأنه إزالة المزيد من الجراثيم، وبنسبة تصل الى 42٪. الاستراتيجية المناسبة: ينصح الدكتور جوزيف دالوفيسيو رئيس قسم الأوبئة والأمراض المعدية بمؤسسة مستوصف أوكسنر في نيوأورليانز بتجفيف اليدين بإستخدام منشفة لا تمثل في حد ذاتها مخبأ للجراثيم المسببة للأمراض. وقد ضرب الدكتور جوزيف مثلاً لذلك بالمناديل الورقية التي لا يتم استخدامها مرة اخرى. ٭ الدخول في حالة من الضغوط النفسية لفترة زمنية وجيزة: إذا كانت الدراسات قد أشارت إلى أن الضغوط النفسية المزمنة التي تستمر لفترات زمنية طويلة من شأنها اضعاف جهاز المناعة لدى الفرد الذي يعيش فيها مما يؤدي إلى مضاعفة فرص استسلامه للجراثيم ووقوعه ضحية في براثنها، فإن من المدهش حقاً ان التعرض لتلك الضغوط وحالات الإجهاد لفترات وجيزة يحدث تأثيراً مناقضاً تماماً؛ إذ أنه يفضي في واقع الحال إلى تحفيز إفراز الناقلات الكيميائية الفعالة التي تقوي جهاز المناعة وتزيد من كفاءة أداء خلايا هذا الجهاز بنسبة 55٪! الاستراتيجية المناسبة: ينصح الدكتور لويس اوستروسكي زيكنر الاستاذ المساعد للطب الباطني بكلية الطب بجامعة تكساس في متشيجان بالدخول في حالة من الإجهاد بمعدل ثلاث مرات في الاسبوع، ولمدة ثلاثين دقيقة في كل مرة، بأداء التمارين الرياضية كأفضل وسيلة لتقوية وتعزيز جهاز المناعة. ويضيف الدكتور لويس واصفاً ذلك بأنه غاية ما يتطلبه المرء ليقوم جهاز المناعة لديه بأداء وظائفه على الوجه الأكمل. وفي حقيقة الأمر، فإن من شأن ما تقدم مضاعفة انتاج المضادات الحيوية المبيدة للجراثيم والقاتلة للميكروبات. ٭ تقليم الأظافر: إن الاظافر الطويلة، وتحديداً الاصطناعية منها، تمثل ملاذاً آمناً للباكتيريا المسببة لذات الرئة والاصابات التي تلحق بالمثانة والغدد والحويصلات؛ حيث تزداد احتمالات اختفاء الباكتيريا في الأظافر الطويلة بمقدار خمسة أضعاف احتمالات اختبائها في الأظافر القصيرة. ويعزى السبب في ذلك إلى أن الجراثيم يمكنها الاختباء - والتكاثر - في مواضع التداخل بين الأظافر الطبيعية والاصطناعية. الاستراتيجية المناسبة: يقول الدكتور لويس مخاطباً المرأة: «إذا كنت تعتنين بطفلك بصفة مستمرة وتقومين بتغيير حفاظاته بصورة منتظمة أو تتعهدين المرضى بالرعاية، فإنه يجمل بك في هذه الحالة ان تواظبي على تقليم أظافرك». ٭ توخي الحيطة والحذر عند غسل الملابس خارج المنزل: لا يمثل غسل الملابس وتجفيفها أسلوباً مأموناً للتخلص من الجراثيم والميكروبات العالقة بها - ويعود ذلك الى الغسيل باستخدام الماء البارد في درجات حرارة منخفضة وبالقليل من المبيضات والمنظفات المعقمة. لا غرو إذاً أن يتوصل الباحثون في جامعة أريزونا الى ان اعتى الفيروسات موجودة في الملابس - مثل الفيروسات المسببة لنزلات البرد والأنفلونزا والسالمونيلابل وحتى الفيروسات المسببة لحالات الإسهال الشديد لدى الأطفال، حيث توجد تلك الفيروسات على الملابس التي تحضر للتو من المغاسل وتكون الفيروسات في أغلب الأحيان حية. الاستراتيجية المناسبة: يوصى بغسل مناشف الصحون بالمطابخ والمناشف والملابس التحتية والداخلية بفصلها كل على حدة؛ وذلك بإستخدام الماء الساخن والمنظفات والمطهرات لإزالة وإبادة أي جراثيم مسببة للأمراض. ٭ إعطاء الأولوية القصوى للمطبخ: إذا كنت تعتقد ان الحمامات ودورات المياه هي الأماكن التي تختبئ فيها أكبر كمية من الجراثيم والميكروبات، ينبغي عليك في هذه الحالة ان تعيد النظر وتعاود التفكير مرة اخرى في ما توصلت اليه - ذلك ان المطبخ الذي يبدو نظيفاً هو الأخطر وإلى حد بعيد! وفي واقع الأمر، فإن احواض غسيل الأواني في المطبخ وألواح تقطيع الخضار واللحوم وغيرها مما هو في حكمها تنطوي على كميات من الباكتيريا والجراثيم تفوق ما تحتوي عليه مقاعد الحمامات ودورات المياه وبما يصل الى مئتي ضعف! وتكمن المشكلة الحقيقية في التلوث المضاعف الناجم عن فساد الأغذية غير المطبوخة كما يقول الدكتور لويس. الاستراتيجية المناسبة: يجب غسل كل ما يمكن غسله، وبالماء الساخن والصابون والمنظفات، كلما تم التعامل مع اللحوم أو الأسماك أو الدجاج؛ كما يجب ايضاً تعقيم حوض الغسيل وحنفية الماء وكل شيء آخر وصلته اليد، وتطهيره بمنظف معقم. ويجب البدء في ذلك فوراً وعلى وجه السرعة لتخفيض معدلات الباكتيريا بنسبة 95٪ أو أكثر.