يمكن تقسيم الأمراض بصفة عامة إلى أمراض معدية، وأمراض غير معدية. ما هي الأمراض المعدية؟ هي مجموعة من الأمراض يسببها كائنات دقيقة جدا «لا ترى في الغالب إلا بواسطة المجهر» ومن الممكن أن تنتقل من إنسان إلى آخر أو من حيوان إلى الإنسان نتيجة انتقال العامل المسبب للمرض. مع ملاحظة انه توجد أمراض معدية في عالم الحيوان، كما ان الأمراض المعدية من الممكن أن تنقل أيضاً من الحيوان إلى الإنسان «مثل: الدرن البقري، الحمى المالطية، وحمى الوادي المتصدع، والأمراض الطفيلية... وغيرها». المرض المعدي... هجوم ودفاع: إن الإصابة بالمرض المعدي ثم الشفاء منه عبارة عن معركة بين قوات وحصون دفاعية داخل جسم الإنسان وبين العامل المسبب للمرض. بعض التعريفات المهمة: فترة الحضانة: هي الفترة الزمنية بين دخول العامل المسبب للمرض إلى جسم الإنسان وبداية ظهور أعراض وعلامات المرض. مظاهر المرض: تنقسم مظاهر المرض بصفة عامة إلى الأعراض والعلامات، الأعراض هي مظاهر المرض الواضحة والتي يلاحظها المريض وتكون غالبا هي سبب شكوى المريض وسبب مراجعته للطبيب، أما العلامات فهي مظاهر المرض غير الواضحة «غالبا لا يلاحظها المريض وأنما يكتشفها الطبيب، وفي بعض الأحيان يكون هناك تداخل بين الأعراض والعلامات. المناعة أو الحصانة: هي قدرة الجسم على مكافحة العامل المسبب للمرض والقضاء عليه. تنقسم المناعة إلى: 1- مناعة طبيعية: وهي موجودة بجسم الإنسان منذ ولادته وتشمل: الجلد، وحموضة المعدة، والمخاط الذي يفرز في الجهاز التنفسي، الأجسام المناعية المستمدة من الأم، خلايا الدم البيضاء والجهاز الليمفاوي «الخلايا الليمفاوية». 2- مناعة مكتسبة: «قد تكون طويلة الأمد أو قصيرة الأمد». أي يكتسبها المناعة التي في جسم الإنسان بعد الإصابة بالمرض، أو بعد التحصين ضد المرض. وينقسم التحصين إلى: تحصين سلبي وهو عبارة عن اعطاء الأمصال المضادة للمرض للإنسان قبل إصابته بالمرض أو في بداية الإصابة «المصل يحتوي على الأجسام المضادة للمرض والمحضرة مسبقا». تحصين إيجابي وهو عبارة عن ادخال العامل المسبب للمرض أو جزء منه «بعض اضعافه أو قتله» إلى جسم الإنسان، حيث يحفز ذلك جهاز المناعة على تكوين أجسام مضادة للعامل المسبب للمرض. أسباب الأمراض المعدية: مجموعة من الكائنات الدقيقة لا ترى في أغلب الأحيان إلا بواسطة المجهر مثل: الفيروسات: شلل الأطفال، الحصبة، الحصبة الألماني.. وغيرها. البكتيريا: الدفتريا - الكوليرا، السعال الديكي، الدرن... وغيرها. الطفيليات: الملاريا، البلهارسيا، والديدان المعوية. الفطريات: التينيا. طرق انتقال الأمراض المعدية: 1- طريقة مباشرة: عن طريق التعامل المباشر مع المريض «اللمس» أو عن طريق التعرض لرذاذ المريض ولعابه وبرازه... وغير ذلك من افرازاته. 2- غير مباشرة: استخدام أدوات المريض الخاصة وملابسه. 3- عن طريق وسيط: وخاصة الحشرات مثل البعوض «حمى الوادي المتصدع، الملاريا، الحمى الصفراء... وغيرها»، الذباب «تلوث الطعام، الدوسنتاريا، الكوليرا... وغيرها» القراض «حمى التيفوس». العوامل التي تساعد على انتشار الأمراض المعدية: 1- توفر الظروف المناسبة لتكاثر الجراثيم مثل: درجات الحرارة المتقلبة، التهوية السيئة، الإضاءة السيئة، تراكم القمامة والمياه وخاصة مياه البرك والمستنقعات، إلقاء بقايا الطعام في الأماكن المخصصة. 2- التعامل مع المريض عن قرب، واستخدام أدواته الخاصة. 3- إهمال قواعد النظافة العامة والشخصية. 4- ضعف مقاومة الجسم للأمراض: حيث ان الاصابة بالمرض المعدي والشفاء منه عبارة عن معركة بين جسم الإنسان «جهاز المناعة» وبين الميكروب الذي يغزو جسم الإنسان. ومن العوامل التي تضعف مناعة الجسم وبالتالي مقاومته للأمراض: سوء التغذية - عدم ممارسة الرياضة - التدخين - تعاطي المخدرات - السهر - عدم أخذ التطعيمات الضرورية - كبح جهاز المناعة بواسطة بعض الأدوية «مثل الكورتيزون ومشتقاته، أدوية تثبيط جهاز المناعة مثل التي تستخدم لمنع طرد الأعضاء المزروعة، بعض أدوية علاج السرطان» أو بعض الأمراض مثل الايدز. طرق مكافحة الأمراض المعدية: 1- القضاء على الظروف المناسبة لتكاثر الجراثيم: ٭ توفير التهوية الجيدة والإضاءة الجيدة وخاصة ضوء الشمس. ٭ الابتعاد عن الأماكن المزدحمة.. إبعاد الحيوانات من داخل البيوت. ٭ القضاء على الحشرات ومنع تواجدها وتكاثرها عن طريق: التخلص من القمامة وفضلات الطعام بطريقة صحيحة، ردم البرك والمستنقعات ومنع تكونها، ووضع سلك على النوافذ، استخدام المبيدات الحشرية. ٭ نظافة بيوتنا «وخاصة المطابخ ودورات المياه والفرش والسجاد والموكيت»، واستعمال المبيدات الحشرية، وخاصة في دورات المياه. 2- منع الجراثيم من الوصول إلى أجسامنا، عن طريق: ٭ النظافة الشخصية: كثرة الاستحمام، عدم إطالة الأظافر والشعر، والمحافظة على نظافة الشعر وتمشيطه باستمرار، والمحافظة على نظافة الملابس وتغييرها كلما اتسخت. ٭ العناية بنظافة الأيدي وغسلها جيداً، وخاصة بعد الخروج من دورات المياه وقبل الأكل، وبعد التعامل مع الحيوانات. منع انتقال الجراثيم من المريض إلى الصحيح، وذلك عن طريق: عزل الطالب المريض في بيته حتى يشفى «وعليه إبعاد وجهه واستعمال المنديل عند العطس أو الكحة». عدم استعمال ملابس المريض أو أدواته الخاصة، تحصين المخالطين باللقاحات والأمصال المناسبة. نظافة الطعام والشراب، وعدم تناول الأطعمة المكشوفة أو شراء أطعمة من الباعة الجائلين، وغسل الخضروات قبل أكلها. 3- رفع مقاومة الجسم وقدرته على مقاومة الأمراض: ٭ أخذ اللقاحات ضد الأمراض المختلفة في مواعيدها. ٭ تناول الغذاء الصحي وهو: الطعام الطبيعي المتوازن المنوع النظيف، مع الإكثار من الحليب ومشتقاته والخضروات والفواكه، والبعد عن الأطعمة المصنعة والعصائر غير الطبيعية والمشروبات الغازية. ٭ ممارسة الرياضة المناسبة لعمرنا بانتظام. ٭ تجنب العادات السيئة التي تضعف أجسامنا مثل السهر، التدخين، تعاطي المخدرات، واستخدام الأدوية بدون استشارة الطبيب.. وغير ذلك. ٭ أخصائي أطفال