كانت علاقة إدارات الأندية بجماهيرها في الماضي ذات صبغة حميمية وأكثر التصاقاً مما نراه اليوم، بالذات علاقة الترابط والتواصل ما بين الرئيس والعضو الإداري من جهة.. والمشجع من جهة آخرى، كانوا يشكلون نسيجا واحدا..المشجع له صوته وغيرته تقدر ورأيه يحترم ويحسب حسابه في بعض القرارات. من هنا نشأت علاقة أكثر عمقاً وترابطاً بينهم وكان المشجع يشارك بالرأي ودعم خزينة ناديه بدفع رسم بطاقة العضوية وحضور الجمعية العمومية وكان رواد هذا الجانب الإداري المضيء من رموز أندية المنطقة الوسطى في الزمن الجميل خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الهجري الماضي الأربعة الكبار: مؤسس الهلال عبدالرحمن بن سعيد والشخصية الشبابية الرائدة عبدالله بن أحمد والأب الروحي لأهلي الرياض ( الرياض حالياً) أبو عبدالله محمد الصايغ والرمز النصراوي الكبير الأمير عبدالرحمن بن سعود الذي بدأت علاقته الإدارية بفارس نجد منذ عام 1383ه "رحمهم الله جميعاً". تلك الشخصيات الإدارية العملاقة من رواد ورؤساء أندية العاصمة كان يضرب بهم المثل في التواضع والبساطة وقربهم من جماهير أنديتهم إذ كانت أبواب مقراتهم مُشرعة أمام أنصارهم وتدريباتهم تجرى بلا قيود أو سرية مستمرة بصورة لامعنى لها!! اليوم تغيرت النظرة الإدارية للجمهور في بعض الأندية بل وتعدى ذلك إلى الإعلام الذي يوافقهم في الميول حين اغلقت الأبواب في وجهه ومنع من الوصول للاعبين بذريعة ان هذه الإجراءات تأتي مسايرة للأندية العالمية المحترفة بل ووصل الأمر السلبي ببعضهم إلى التفكير في اشتراط مبالغ مالية مقابل تصاريح اللاعبين في المستقبل بحجة أنهم محترفون وفي نادٍ محترف!! فأي احتراف يتحدث عنه ذلك المسؤول الذي اقترح ذلك بنظرة إدارية خاطئه لا تتفق مع الأسلوب الأمثل في التعاطي مع الجمهور واحترامه لدور رجالات الإعلام والتعامل معهم بفوقية وغطرسة متكررة. فنادي مثل الهلال بشعبيته الجارفة في كل مناطق المملكة التي بنى قاعدتها العريقة مؤسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد "رحمه الله" عندما فتح ناديه وبيته لجماهير الهلال ليل نهار وفتح قلبه لهم فكان معظم رواد مجلسه من المشجعين بمختلف الثقافات ومراكزهم الإجتماعية. لقد أصبح هلال اليوم يمنع دخول الإعلاميين بمافيهم الهلاليون وأغلق أغلب حصصه التدريبية في وجه جماهيره بحجة أنها سرية رغم أن الفريق خرج -الى حد كبير- من معترك المنافسة على لقب الدوري للعام الثاني على التوالي وبصورة فنية باهتة أن يغادر ميدان المنافسة مبكراً على غير العادة ب 4هزائم في الدوري حتى الآن بعد أن كان يحتكر لقبه في أكثر من موسم ويحسمه لصالحه قبل نهايته بأسبوعين على الأقل وبدون هزيمة كما فعل قبل ثلاثة مواسم مع طيب الذكر المدرب الأرجنتيني كالديرون حين قاده لتحقيق آخر لقب للدوري مع كأس ولي العهد في عام واحد، وكوفئ بالإبعاد ومن بعدها فشلت إدارة الهلال في إحضار مدرب بكفاءته والاستقرار التدريبي مما أضعف هيبة الزعيم وظلت تتخبط في غربلة الجهاز الفني كل موسم أكثر من مرة تاركة الفريق بلا شخصية فنية مقنعة.