هل نبدأ من حيث بدأ الآخرون، أو نبدأ من حيث انتهوا؟ سؤال مجاني أو من قبيل تحصيل الحاصل، إذ إنه لا يحتمل غير جواب واحد، وهو أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، وهو جواب يفرضه المنطق، ومتطلبات التقدم والنهضة، هذا إذا أردنا أن نتقدم وننهض، ولكننا لا نفعل ذلك، أي أننا نبدأ من حيث بدأ الآخرون، وهذا ما فعلناه حين أنشأنا مصنعا أو على الأصح معمل تجميع لشاحنات ايسوزو الصغيرة، وهو ما فعلته دول أخرى قبل خمسين عاما، ويبدو أننا ماضون في هذه الطريق، حيث تتحدث المجامع عن برنامج وطني لتطوير التجمعات الصناعية لجذب صناعة السيارات. وقال مستثمرون في صناعة السيارات إن الاهتمام بتنمية القاعدة الصناعية، خصوصا في مجال صناعة السيارات وقطع الغيار للمساهمة في تشجيع الاستثمار، مع خفض التكاليف بفضل وفرة المواد الخام اللازمة لهذه الصناعة، ويقال أيضا إنّ السعودية هي محطّ أنظار الشركات العالمية التي تتطلع إلى إقامة تحالفات لبناء مصانعها محليا، لتخفيف التكلفة خصوصا وأنّ السعودية يوجد فيها كبرى وكالات السيارات العالمية، وما دام وكلاء السيارات هم الذي سيتولون هذه الصناعة، فالأرجح كما فعل وكيل ايسوزو أنهم سيقومون بعمليات التجميع القليلة الكلفة، والتي لا تحتاج إلى عمالة ماهرة، وبالذات إلى عمالة مستقدمة، وبذلك لا يستفيد أبناء الوطن الذين لا يجدون عملا الآن، ولكن أين انتهى العالم الآن؟ إن العالم بدأ يتبنى صناعة السيارات الهجين التي تعمل بالكهرباء والبنزين، وهي أحدث تقنية في صناعة السيارات، ولهذا يجب أن نوطن هذه التقنية.