نظام اعتماد البصمة او التوقيع الالكتروني للحضور وانصراف منسوبي المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني كان على مرحلتين المرحلة الاولى طبقت والمرحلة الثانية ستطبق خلال الفترة القادمة والمؤسسة تعد من السباقين بتطبيق هذا النظام ويمثل ذلك قفزة في تطورها ونجاحها ويؤدي الى تنظيم عملية الحضور والانصراف التي اصبحت الان ببصمة اليد وتسجل وقت الحضور والانصراف بالثانية بمعنى انه لابد من التواجد بمقر المؤسسة وكلياتها ووحداتها في السابعة والنصف صباحا ويتم الانصراف في الساعة الثالثة والنصف عصرا مما يحقق الانضباطية. على الرغم من هذه الجوانب الايجابية لذلك النظام الا ان الموظفين بالتدريب التقني والمهني والمدربين قد قابلوا ذلك بشعور الاستهجان ونفروا منه واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل الواتس أب وغيرها من المواقع الالكترونية والمنتديات وعقدت الجلسات غير الرسمية بين المدربين ولم يرحبوا به وبتحري الدقة في الامر اتضح على الرغم من جوانبه الايجابية الا انه يوجد له سلبيات؛ منها تقليص صلاحيات رؤساء الاقسام ومدراء الادارات من حيث التكليف بالعمل الميداني كالإشراف ومتابعة المتدربين في برنامج التدريب التعاوني وغيرة وان النظام سيؤدي الى انضباط صوري في الحضور والانصراف فقد يكون الحضور بداية الدوام بعد الالتزام بأداء المهام الموكلة من خلال التنقل والانشغال بأمور خارج نطاق العمل لقتل الوقت او الخروج لقضاء مصالح خاصة ثم العودة على وقت الانصراف والمخاطر والاضرار الصحية المترتبة من استعمال نظام البصمة وان نظام البصمة لم يقر بوزارة التعليم العالي ونفس الحال بالتربية والتعليم حيث تم إلغاؤه بعد تطبيقه بناء على رغبة منسوبي وزارة التربية والتعليم وايضا عدم جاهزية بيئة العمل لكى تساعد على بقاء المدرب كل هذه المدة من حيث (البوفيه والمكاتب والنظافة والتكيفات).. الظروف الاجتماعية والاسرية للمدربين والتزامهم بإحضار ابنائهم من المدارس مما يضطر الى الذهاب والعودة حيث ان البعض ساكنون خارج المحافظة وعدم وجود ما يبرر بقاء المدرب كل هذه الساعات بعد الانتهاء من اداء الساعات التدريبية، لتسعَ الإدارة لتعزيز الثقة في اعضاء هيئة التدريب كما هم في الجامعات والاهتمام بالإنتاجية بدلا من كم من الوقت بالتواجد في الوحدة التدريبية ولتهتم الادارة بالأهداف وهذا هو العلم الحديث للإدارة العامة وايضا فيه اضاعة للوقت الكثير بالنسبة للمدربين الذين يقومون بالبحوث والدراسات التي تطور العمل فهناك الكثير من المشكلات والازمات التي ستواجههم من جراء تطبيق هذا النظام. وايضا هناك تجارب جميلة نفذتها بعض الكليات والوحدات التدريبية التابعة للمؤسسة بهذا الخصوص لاقت صدى جيدا في المحافظة على الحضور بدون بصمة ولاقت ترحيبا كبيرا وحققت الاهداف المنشودة يمكن الاستفادة منها. اخيرا تبقى تلك الملاحظات والاقتراحات مطروحة على طاولة زملائهم المسئولين الذين يثق بهم مدربو المؤسسة بأنها ستجد كل الاهتمام والتقدير كما تعودوا منهم حسن القرار وتلبية رغباتهم لأننا نحسن الظن بان وجود هذه البصمة هو حرص منهم على اكتمال المنظومة التعليمية والتدريبية التي تقودها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني. لذا يجب الاستماع والانصات لجميع الآراء والاقتراحات حفاظا على مسيرة التدريب التقني والمهني وتجسيدا لروح العمل الجماعي في ظل المرونة في القرارات وشورى الرأي بين فريق العمل الواحد الذين يضمهم سقف عمل وهدف واحد ألا وهو خدمة الطالب المتدرب وتحقيق التنمية المنشودة في مجال التدريب التقني والمهني والذى يؤدي ذلك للتأثير الايجابي على المجتمع ككل.