تزدان سجلات الدفاع المدني بالآلآف من الصور الرائعة التي تحكي بعضاً من إسهاماته في مد جسور التعاون والتواصل مع كافة مؤسسات المجتمع سعياً إلى بناء شراكة فاعلة ومستمرة للحفاظ على سلامة أبناء الوطن والمقيمين به كما تروي نماذج مشرفة لجهود مؤسسات المجتمع السعودي الحكومية والأهلية ومؤسسات العمل التطوعي في دعم جهود الدفاع المدني في أوقات الطوارئ والحوادث. وتنطلق جهود الدفاع المدني لتعزيز المشاركة المجتمعية في مجالات عمله من قناعة راسخة بأن الوقاية من الحوادث وتجنب أسباب وقوعها وتنمية الوعي الوقائي يمثل الخطوة الأولى للحفاظ على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة. وهو ما يتجلى من خلال البرامج التوعوية والإرشادية التي ينفذها الدفاع المدني وتستهدف كافة فئات المجتمع من الرجال والنساء والأطفال التي تتميز بالتنوع والشمولية من حيث المحتوى والشكل والقدرة على إيصال الرسالة التوعوية لكل فئات المجتمع تبعاً لمستواها التعليمي أو الثقافي أو المرحلة العمرية التي تنتمي إليها، كذلك الحرص على الاستفادة من كل وسائل الاتصال الجماهيري في نشر ثقافة السلامة بما في ذلك وسائط الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي. وتستمر جهود الدفاع المدني لتفعيل آليات الشراكة المجتمعية عبر اقتران برامج التوعية بالتدريب التطبيقي لفئات واسعة على استخدام وسائل السلامة والتصرف السليم في أوقات الحوادث وذلك من خلال تنفيذ الفرضيات للتعامل مع مختلف الحوادث التي قد تقع في المؤسسات التعليمية أو الصحية أو المنشآت الصناعية والمراكز التجارية وغيرها من المنشآت التي يتواجد بها أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين مع الحرص على أن يستفيد من هذه البرامج التدريبية والتوعوية كل فئات المجتمع بما في ذلك ذوي الإحتياجات الخاصة والمعاقين والذين يتم تصميم وتنفيذ برامج نوعية لتنمية قدراتهم على التصرف في مواجهة المخاطر بالتعاون مع مؤسسات رعاية هذه الفئة من أبناء المجتمع. ولم تغفل برامج التدريب والتوعية المقيمين بالمملكة العربية السعودية من العمالة الوافدة حيث تتنوع جهود الدفاع المدني في التواصل معهم عبر الشركات والمؤسسات التي يعملون بها وتوعيتهم بالمخاطر التي ترتبط بطبيعة أعمالهم أو مساكنهم عبر عشرات الإصدارت والبرامج التوعوية المطبوعة والتلفزيونية والمترجمة بعدد كبير من اللغات التي يتحدث بها العمالة الوافدة على اختلاف جنسياتها. وتكتمل منظومة جهود الدفاع المدني في مد جسور التعاون والشراكة المجتمعية من خلال فتح باب التطوع سنوياً وبناء قاعدة معلومات للراغبين بالتطوع ضمن صفوف الدفاع المدني وتأهيل المتطوعين لأداء المهام المساندة للوحدات والفرق الميدانية وهو ما كان له أطيب الأثر في التعامل مع كثير من الحوادث والتخفيف من آثارها. وتلخص كل هذه الجهود والتي يلمسها الجميع بلا استثناء ويشاهدها الجميع فعلياً بالمدارس والجامعات من خلال الزيارات الميدانية أو البرامج التوعوية أو في الأسواق والمراكز التجاري عبر الفرضيات التدريبية أو يتابعها قراء الصحف ومشاهدو التلفزيون ومستخدمو الإنترنت، مدى استشعار رجال الدفاع المدني لمسئوليتهم وتفانيهم في أداء رسالتهم وحرصهم على تفاعل كل أبناء المجتمع والمقيمين به للقيام بها على أكمل وجه، وتبقى الدعوة متجددة للإستفادة من هذه الجهود وأن يستشعر كل مواطن ومقيم مسؤوليته في الحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات في مكان عمله أو مسكنه، وأن يحرص على الاستفادة من البرامج التوعوية والتدريبية التي تنفذها مديريات الدفاع المدني في جميع المناطق، وهو المعنى والهدف الذي يتجسد في شعار "المشاركة المجتمعية والدفاع المدني" والذي تم اختياره لاحتفالات اليوم العالمي للدفاع المدني لهذا العام تأكيداً على أن مهام الدفاع المدني هي مهام المجتمع بأسره وليست مسؤولية رجال الدفاع المدني فقط.