لا شك أن حب الشباب يترك أثراً بالغاً في حياة الفرد لأنه من المشاكل الجلدية البارزة ولا يمكن إخفاؤها عن أعين الآخرين. وبينما ينتهي حب الشباب بانتهاء مرحلة البلوغ حيث يُفترض أن تعود الهرمونات إلى توازنها الطبيعي إلا أن بعض الحالات تستمر في الحدوث ويصبح عندها حب الشباب حالة مزمنة قد تسبب الإحباط والدخول في رحلة شاقة من محاولات البحث عن علاج حتمي لإنهاء المشكلة. غسل البشرة باستمرار يفاقم حب الشباب ومع حقيقة عدم الوصول إلى علاج جذري لمنع حب الشباب إلا أن نمط الحياة وبعض العادات والأمراض يمكن أن تكون ذات صلة بحدوثها. وفي الوقت الذي نسعى فيه لإيجاد علاج لحالات تفشي حب الشباب وماتخلفه من ندبات - سواء عن طريق الأدوية أو الليزر - فإننا من جهة أخرى نسلط الضوء على فهم بعض الحقائق ذات الصلة بتفاقم المشكلة. عادات تنظيف البشرة يعتقد كثير من الناس من ذوي البشرة الدهنية أن بشرتهم أقل نظافة مما ينبغي أن تكون عليه البشرة الطبيعية، ولذلك يصبح غسل البشرة هاجساً لديهم، فيقومون بغسلها على نحو مفرط عدة مرات في اليوم. ولكن هذا يمكن أن يجعل حب الشباب في حالٍ أسوأ! إن الغسل المفرط بالصابون يجرد الجلد من دفاعاته الطبيعية ويضيف مزيداً من الدهون التي تهيج سطح الجلد. وينبغي على المصابين بحب الشباب عدم تنظيف البشرة عن طريق فركها بالمنشفة أو المناديل، بل يفضل تنظيفها بالغسول الخاص وأطراف الأصابع وهي الطريقة الألطف على البشرة. بعض منتجات العناية بالشعر قد تؤدي الى ظهور حب الشباب يوصي أطباء الجلدية باتباع نظام لطيف لتنظيف البشرة: مرتين في اليوم، صباحاً ومساءً باستخدام منتجات العناية بالبشرة الخاصة بحب الشباب. وتتوفر أنواع عديدة من غسول البشرة في الصيدليات وهي منتجات لا تهيج الجلد. وتجنب المنتجات غير المخصصة للبشرة المعرضة لحب الشباب. واحرص دائما على قراءة مكونات المنتج مع اختيار الأنواع الخالية من الزيوت وتعرف عادة بالمسمى "noncomedogenic" لأنها لا تعمل على سد المسام. منتجات العناية الشخصية يؤكد أطباء الجلدية على حسن اختيار منتجات العناية الشخصية حتى في حالات حب الشباب المقتصرة على الوجه تفاديا لانتشاره وتفاقمه. لذا ينصح بتجنب مستحضرات العناية بالجسم الثقيلة أو الدهنية التي من شأنها أن تسد المسام مثل زبدة الكاكاو والزيوت، مع مراعاة اختيار مستحضرات التجميل وكريمات الترطيب الخفيفة الخالية من الزيوت. ليس هناك علاقة بين حب الشباب وتناول الشوكولا كما ينبغي الاهتمام بمنتجات العناية بالشعر خاصة إذا ما ظهرت البثور على خط الشعر وفي الجبهة والفك والعنق. حيث يمكن للأنواع الثقيلة من الشامبو وبلسم الشعر أو جل الشعر أو المراهم أن تتسرب إلى بشرة الوجه مما يجعل حب الشباب أكثر سوءاً. وفي محاولة لحماية وجهك قم بوضع منتجات العناية بالشعر بعيداً عن خط الشعر بما لا يقل عن مسافة انش. الأطعمة هناك مقولة شائعة تفيد بأن الدهون الموجودة في الطعام (كما في البطاطس المقلية والبيتزا والدجاج المقلي) تحفز من تكوّن البثور ولكن في الحقيقة لم تثبت الدراسات العلمية وجود علاقة تربط حدوث حب الشباب بأنواع معينة من الأطعمة (بما في ذلك الشوكولا). بيد أن الدراسات الحالية تشير إلى أن اتباع نظام غذائي غني بمنتجات الألبان والكربوهيدرات المكررة مثل السكر والطحين الأبيض قد يسهم في ظهور حب الشباب. ولهذا السبب، ننصح المصابين بحب الشباب بالنظر في الفوائد المترتبة عن اتباع نظام غذائي يعتمد على الفواكه الطازجة والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون. ويمكن أن يمهد الغذاء الغني بالكربوهيدرات الطريق لحدوث حب الشباب من خلال تحفيز زيادة انتاج الزهم والالتهابات. وعلى الرغم من عدم التوصل إلى نتيجة حتمية بشأن العلاقة بين حب الشباب وأطعمة بعينها، إلا أن من الحكمة اتباع الحيطة والحذر. ومن الثابت علمياً أن النظام الغذائي المتكامل يساعد حتماً في دعم الصحة العامة للجسم، فلماذا نغفل عن اتباعه وما ينجم عنه من فوائد قد تطال التخفيف من حب الشباب وأعراضه. تسبب بعض الأدوية حدوث حب الشباب البدانة ربما يبدو من المنطقي اعتبار حب الشباب مجرد "حالة جلدية " محضة، ولكنه أكثر تعقيدا من ذلك. في الواقع يعدّ حب الشباب والسمنة من المشاكل الشائعة لدى كثير من الناس. ومن منظور شامل يرى الباحثون أن العلاقة بين السمنة وحب الشباب منطقية. فعادة ما يتناول أصحاب الوزن الثقيل وجبات غنية بالدهون والكربوهيدرات المكررة والتي تؤثر في التوازن الهرموني للجسم مما يؤدي إلى زيادة هرمون التستوستيرون الذي تنعكس دلائله بوضوح في حب الشباب. إذا كنت تعاني من حب الشباب وتزيد عن وزنك المثالي بحوالي 20 رطل فإن اتباع حمية غذائية صحية لإنقاص الوزن تقوم على الفواكه والخضروات الطازجة والبروتينات الخالية من الدهون ستعمل على تخفيف حب الشباب إلى جانب التقليل من محيط الخصر. يرى الباحثون أن العلاقة بين السمنة وحب الشباب منطقية الأدوية قد تسبب بعض الأدوية والوصفات الطبية حدوث حب الشباب. على سبيل المثال: الليثوم (يتم وصفه لحالات الاضطرابات النفسية) وبعض أدوية الغدة الدرقية، والاستيرويدات (توصف لعلاج الربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى) وكلها تعمل على تحفيز إنتاج الهرمونات. وتكون النتيجة ارتفاع مستوى ما يفرزه الجسم من الزهم على نحو مفرط الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم حب الشباب. في الواقع يمكن الاشتباه بأن أي دواء يؤثر في انتاج الهرمونات، كحبوب منع الحمل مثلاً، قد يكون سبباً في ظهور حب الشباب. وننصح المرضى الذين يتعاطون هذه الأدوية باستشارة الطبيب المعالج للبحث عن بدائل علاجية أخرى. في كثير من الحالات يلاحظ المرضى تحسناً نسبياً في حب الشباب بعد تغيير الدواء. ومع ذلك، يبقى من المهم جدا عدم التوقف عن تناول الدواء الموصوف إلى حين زيارة الطبيب واستشارته في الأمر. الهرمونات مما نعلمه يقيناً أن الاضطرابات الهرمونية تلعب دوراً كبيراً في الإصابة بحب الشباب. يمكن أن يمثل حب الشباب بين الفتيات في سن العشرين أحد الأعراض الناجمة عما يعرف بمرض متلازمة تكيس المبايض وهي حالة هرمونية شائعة إلى حدٍّ ما، ومن أعراضها الأخرى النمو الزائد للشعر وعدم انتظام الدورة الشهرية. ويتضمن هذا الاضطراب التهابات بفعل التفاعلات المشتركة بين الشعر والهرمونات والغدد الدهنية في الجلد، والبكتيريا. وليس للعمر علاقة في الإصابة بها. ويتم إرشاد النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض إلى استشارة طبيب الغدد الصمّاء للمساعدة في تحقيق التوازن الهرموني. وهكذا يكون العلاج الفعال لتكيس المبايض في العديد من الحالات سبباً في القضاء على مايرتبط بها من حب الشباب.