قدم عضو مجلس الشورى أستاذ التاريخ والآثار والكتابات الإسلامية بجامعة الملك سعود الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي محاضرة بعنوان: "مدخل إلى تاريخ المخلاف السليماني والآثار" ضمن الفعاليات التي أقيمت ضمن "مهرجان جازان الثقافي السادس" حيث استعرض المحاضر العديد من المواقع الأثرية في منطقة جازان، التي يعود تاريخ بعضها إلى 7000 عام قبل الميلاد، التي أورد منها المحاضر موقع عثر، والسهي، وشدية، متتبعا خلال عرضه أبرز الملامح المعمارية التي تميز التراث المعماري. وأكد د. الزيلعي خلال حديثه أهمية العمل الأثري على اطراف الأودية ومجاري السيول، مشيرا إلى أن هذه الأعمال الآثارية يمكن أن تكشف لنا تاريخ الاستيطان على أطراف الأودية، ما يتسنى دراسة الحقب التاريخية التي مرت عليها.. موضحا أن كثيراً من المواقع التاريخية جاء مذكورا في أشعار "الشعراء الجاهليين الأوائل" وبعض شعراء صدر الإسلام، ومنهم الشاعر العربي أبي دهبل. وقال د. الزيلعي: إن منطقة جازان كانت ممراً لطرق التجارة القديمة بين اليمن والحجاز، وهذا يدل على أنها منطقة استيطان قديم يمتد إلى جذور عصور ما قبل التاريخ، وذلك طبقاً للحقائق التي ظهرت بعد البحث في بعض المواقع التاريخية والأثرية.. إلى جانب ما يربط المنطقة بعلاقات عبر التاريخ بالخلافة الإسلامية في بغداد ودمشق، وتاريخ الخلافة السليمانية والأشراف السليمانيين.. مستعرضا عبر العديد من الفترات التاريخية في هذا الجانب العديد من الحكام الذين تعاقبوا على المنطقة، وصولاً إلى دخولها في حكم الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وانضوائها تحت حكم المملكة.. وصولا إلى هذا العهد الزاهر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله. كما أكد د. الزيلعي من جانب آخر الدور الهام المناط بقسم السياحة والآثار بالجامعة، الذي يتطلب منه البحث الحثيث وبذل المزيد من الجهود لمتابعة الحفريات والاستكشافات الهامة والمؤثرة في تاريخ المنطقة، في ظل وجود أكاديميين مؤهلين وباحثين جادين في مجال التاريخ والآثار.. مختتما حديثه عن "مدخل إلى تاريخ المخلاف السليماني والآثار" باستعراض العديد من الصعوبات التي تحد من إمكانية القيام بالأعمال الأثرية لما يؤمل منها، تلا ذلك جملة من المداخلات والنقاشات التي دارت حول موضوع المحاضرة، إضافة إلى العديد من الأسئلة التي وجهها طلاب قسم السياحة والآثار بالجامعة إلى المحاضر.