لن يفوز المنتخب ويعود إلى تحقيق البطولات إلا إذا عاد النادي الفلاني.. نتمنى عودة النادي العلاني ليرتفع مستوى الكرة السعودية.. عودة هذا النادي من مصلحة الكرة السعودية.. مقولات تكررت كثيراً في الفترة الأخيرة وللأسف أن هناك من الإعلاميين من يتبناها كمبدأ. أتفهم أن ينفس بعض المشجعين المتعصبين عن أنفسهم ويتخيلون ذلك إرضاء لذاتهم وتبريراً لتشجيعهم فريقا غابا عن تحقيق البطولات؛ فيرددون هذه المقولة أو تلك رغم عدم قناعة عقلهم الباطني بذلك؛ لكن أن يرددها إعلاميون متمرسون فذلك لا أجد له تفسيراً منطقياً.. فهل يعني هؤلاء أن من ينافس على البطولات لا يستحقها لمجرد أنه ليس النادي الفلاني؟ وهل يريدون أن تتوقف الأندية عن العمل وينتظر المنتخب عودة ناديهم للبطولات لينتعش مجدداً؟ ثم ماذا عن الأندية المنافسة أليست روافد معطاءة تمد المنتخب بلاعبيها في كل موسم؟ قبل عامين أو ثلاث سمعت وقرأت مثل تلك الأمنيات تجاه الأهلي، وفي العام الماضي وهذا العام سمعتها أيضاً ولكن هذه المرة جاءت باتجاه النصر ولا أعلم حقيقة منطق هؤلاء وهم يرددونها وكأن من يواجه الفريقين أندية اجنبية!. ماذا عن الاتحاد والهلال والشباب والاتفاق وكل أندية الوطن أليست أندية مهمة وتدعم المنتخب بكثافة وتقدم نجوماً جددا في كل موسم أليس فوزها بالبطولة فيه مصلحة للمنتخب؟ وفي تأكيد على خطأ نظريتهم تذكروا نهضة الكرة السعودية متى بدأت ومتى تأهل المنتخب السعودي لأول مرة إلى أولمبياد لوس انجلوس ومتى حقق منجزه الأول كأس أمم اسيا لأول مرة (1983 – 1984) وعودوا إلى أفراد المنتخب حينها وستجدون أن يوسف خميس وماجد عبدالله ومحيسن الجمعان (النصر) وخالدين وناصر المنصور (النهضة) وأحمد بايزيد (الاتحاد) وسمير عبدالشكور وبندر الجارالله (احد) وشايع النفيسة (الكوكب) وعبدالله الدعيع (الطائي) وخالد المعجل ومحمد المطلق (الشباب) كانوا يمثلون المنتخب السعودي في تلك المرحلة وهم لا ينتمون لأندية سيطرت على بطولة الدوري منذ عام 1980 وحتى 1987 وهي الهلال أربع مرات والاتفاق مرتين والأهلي مرة واحدة، ومع ذلك كانت انديتهم تدعم المنتخب باللاعبين ولم يتأثر عطاؤه بابتعادها عن البطولات. وبالمناسبة وفي تأكيد على أن الهدف ليس كما يقولون وأن معظمهم يتخفون خلف تلك المقولة لدعم الأندية التي يفضلونها سأسأل وفق منطقهم لماذا لا يطالبون بعودة الاتفاق للبطولات؟ ولماذا لا يرددون عودة الاتفاق من مصلحة الكرة السعودية؟ فالكرة السعودية بدأت نهضتها مع تنافس الاتفاق والهلال والأهلي على البطولات وإذا كانوا يتعاملون وفق تلك الرؤية الضيقة فالمطالبة بعودة الاتفاق أولى. أخيراً قد يكون لارتفاع مستوى الأندية الجماهيرية وحضورها في البطولات دور داعم لجذب الرعاة وزيادة المبيعات وفي الحضور الجماهيري في الملاعب وهذا أمر لا جدال فيه؛ أما فوز فريق محدد بالبطولة فلا علاقة له بمصلحة المنتخب. وفي رأيي أن مصلحة المنتخب تكمن في أن لا يمثله إلا من يستحق فقط وأن لا توزع الاسماء في قائمته بالمحاصصة بين الأندية.