أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية مشددا سموه على أن الهوية الثقافية هي آخر حصن يحمي الإنسان من فوضى جامحة ليس لها حدود. جاء ذلك خلال افتتاح سموه أعمال الدورة الثانية من "منتدى الاتصال الحكومي" الذي نظمه مركز الشارقة الاعلامي وذلك بحضور كل من معالي رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، وسمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة، والسيد كوفي أنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، والسيد عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدولة العربية، والسيد أندرو يونغ، السفير الأسبق للولايات المتحدةالأمريكية في الأممالمتحدة. وقال صاحب السمو حاكم الشارقة "إن الخصوصيات الثقافية لايمكن أن تضمحل إلى الأبد فهي تلجأ إلى العيش في سبات شتوي كالنبات في أعماق اللاوعي وتنتظر أن يسمح لها المحيط بالانبعاث من جديد فلايمكن دفن قيمة ثقافية إلى مالا نهاية ". وأضاف حاكم الشارقة "ينبغي في مواجهة هذا الزحف الفوضوي والذي لئن انتصر ستكون آثاره الهدامة أخطر وأدهى من آثار الموجة الاستعمارية في الماضي، فالهوية الثقافية هي الدرع الواقي والحصن المنيع وضمان البقاء الوحيد". وقد ألقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كلمة خلال الافتتاح قال فيها: "أثر الاتصال على العالم في كثير من الخصوصيات وأصبح له تأثير مباشر على كل العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، إلى جانب تأثيره على السياسات والحكومات". القاسمي: الهوية الثقافية آخر حصن يحمي الإنسان من فوضى جامحة بلا حدود وأوضح أن السياسيين الذين يستطيعون استغلال الاتصال بشكل صحيح يستطيعون الحصول على أصوات الناخبين. وشدد قائلاً "قول الحق ورفع الصوت ضد الظلم يعد مسؤولية على الجميع ولذلك فإن تركيا ترفع صوتها أمام المشاكل العالمية وهو ما قد يزعج البعض، ولكننا لم نستطع السكون أمام سقوط الأطفال والأبرياء في فلسطين، غزة وسورية، ولن نكون ساكتين أمام الذين يرتكبون جرائم ضد شعوبهم أو ما يفعله الدكتاتور السوري في شعبه، وكذلك أمام ما يحدث في الصومال وماينمار وأفغانستان" مؤكداً أن عيوناً لا ترى ما يحدث في فلسطين، وغزة والقدس هي عيون عمياء، وإن ألسنة لا تتحدث عن المجازر والدماء في سورية هي ألسنة بكماء وخرساء. كما استعرض السيد كوفي أنان خلال كلمته، التجربة التي خاضها كأمين عام في أروقة الأممالمتحدة حيث ذكر أن العالم يمر بمرحلة تغيير جذري وهناك العديد من المستجدات الكبيرة في العالم. هذا وقد شهد المنتدى نسبة حضور عالية حيث وصل عدد المشاركين إلى 2000 شخص ممن قاموا بالتسجيل عبر الموقع الالكتروني، إلى جانب أكثر من 500 شخصية سياسية وإعلامية عربية وعالمية رفيعة المستوى ورؤساء وممثلي الدوائر والجهات الحكومية المختلفة في الدولة، هذا بالإضافة إلى حوالي 40 متحدثا من عدد من الدول الخليجية والعربية والاجنبية .