مهندسو القوات: «صراخ حاقد» مسؤول عن دمار وتشريد وتهجير اللبنانيين بعد العاصفة التي أثارتها تصريحات رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون حول البحرين، وبعد أن سّلم الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني القائم بالأعمال اللبناني في الرياض منير عانوتي مذكرة احتجاج على تصريحات عون ورأى أنها "تتعارض مع الروابط والعلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط لبنان بدول مجلس التعاون، وتعبر عن مصالح ضيقة، وطموحات شخصية ولا تصبّ في مصلحة لبنان والأمة العربية" , أوضح مسؤول العلاقات الدبلوماسية في "التيار الوطني الحرّ" ميشال دو شاديرفيان أن "كلام العماد عون فهم على غير مقصده". مشيرا الى أن " عون لم يرد البتة التدخّل في الشؤون الداخلية لدولة البحرين ولا تشجيع أي انقلاب ضدّ السلطة الحاكمة". وقال دو شاديرفيان ل"الرياض" أمس "كلام العماد عون جاء بمعرض النصيحة وهو أراد الإشارة الى أن هذا البلد يواجه تظاهرات سلمية تطالب ببعض الإصلاح، وبالتالي من المفضّل للدول الكبرى أن تصغي الى هذه المطالب لتجنّب تدهور الوضع نحو العنف كما حصل في بلدان أخرى، وهو أراد توجيه تحية الناحية السلمية من التظاهر في سبيل الإصلاح وليس التحريض". وعن ردّة فعل العماد عون بعد أن كبرت هذه القضية قال دو شاديرفيان:"إن العماد عون متعجّب كيف كبرت هذه القضية ووصلت الى هذا الحدّ، ولا نعتقد أن كلام الجنرال يستأهل ردّة الفعل هذه - على حد تعبيره - ويبدو أنه فهم على غير حقيقته، فهو حاول لفت النظر الى الطابع السلمي للمطالبات كي لا تتطوّر الى عنف وتتم خسارة دم عربي لا لزوم البتة لخسارته، ولم يرد العماد عون التدخّل في شؤون البحرين ولا أن يدعو الى انقلاب في الحكم". مهندسو "القوات اللبنانية" الى ذلك أثارت تصريحات عون استهجانا في الوسط السياسي اللبناني لما لها من انعكاسات سلبية على صورة لبنان البلد الموصوف بأنه "مدلّل" الدول الخليجية وخصوصا المملكة العربية السعودية، هذه الدول التي تستقبل آلاف اللبنانيين حيث يعملون بظروف معيشية عالية غير متاحة في بلدان أخرى.. وصدر عن مصلحة المهندسين في القوات اللبنانية البيان الآتي: "سمع اللبنانيون عامة والمهندسون خاصة بدهشة وحسرة كبيرتين، كلاماً صادراً عن النائب ميشال عون يتوجه بل يصرخ به صراخه المعتاد، بحق إحدى دول الخليج وهو الذي يعتبر نفسه المسؤول ولم يكن مسؤولا" إلا ّعن دمار وتشريد وتهجير اللبنانيين والمسيحيين بالأخص. إن مصلحة المهندسين في القوات اللبنانية إذ تستنكر وتشجب مضمون هذا الكلام اللامسؤول الذي يهدد اليوم أهم دعائم ما تبقى من اقتصاد ومداخيل اللبنانيين بظلّ حكومة 8 آذار، تضع برسم الرأي العام الأسئلة التالية: هل يؤيد المهندسون العاملون في دول الخليج والقاطنون فيها هذا الكلام؟ هل هم مستعدون للتضحية بما جنته سنين الهجرة الطويلة بسبب حقد أحدهم وارتهانه إلى جهات أجنبية لا تضمر الخير للبنان ولا للبنانيين ولا لاقتصادهم؟ هل أنّ فرص العمل مؤمنة لأي مهندس مغترب إذا أجبر على العودة إلى وطن اضطّر أصلاً لمغادرته لضيق سوق العمل فيه؟ هل ان النمو شبه المعدوم يسمح بعودة عشرات الآلاف من النخب الهندسية وغيرها في هذا الوقت وفي أي وقت إلى الوطن الأم الغارق في زمن تصفية الحسابات السياسية والنأي بالنفس المزيف؟ هل أصبحت في زمن "الإصلاح والتغيير" أرزاق ومستقبل ولقمة عيش اللبنانيين سلعة ضمن البازارات السياسية الضيقة و"فشّات" الخلق اليومية؟"