مبروك علينا جميعا.. وأخيراً استطاع عالمنا العربي أن يهزم اسرائيل! أكتب إليكم اليوم حقائق وحسابات لمؤشرات العلوم والتقنية توضح بأن قوانين اللعبة تغيرت والأوضاع تبدلت بين العرب والدولة العبرية. أولاً: العالم العربي الآن ينشر أبحاثا أكثر من إسرائيل! فاعتمادا على بيانات مؤسسة Scimago لتصنيف البلدان والمجلات العلمية (SJR) وبالنظر إلى عدد الأبحاث المنشورة في الفترة من 1996 – 2007م، نجد أن العالم العربي تمكن من أن ينشر 167,227 بحثاً متقدما بذلك على إسرائيل التي نشرت 150,555 بحثاً. وببساطة فالميزان يميل لصالح العرب بأكثر من 16 ألف بحث على حساب اسرائيل. ويمكن القول بأن ذلك يعد إنجازاً للمنظومة العربية خاصة إذا ما قورنت هذه النتائج بالأبحاث المنشورة في الماضي. ففي الفترة 1975 -1984م كانت إسرائيل تتفوق على العرب مجتمعين بحوالي 25 ألف بحث لصالحها وازداد الفارق لصالح إسرائيل ليصل حوالي 32 ألف بحث كذلك للفترة 1985 -1995م. ومن هذا المنطلق فيمكن اعتبار نجاح العالم العربي في عكس المعادلة للفترة من 1996 – 2007م لصالحهم بفارق بلغ أكثر من 16 ألف بحث إنجازا في تاريخ صراعهم العلمي كأمة مع إسرائيل. وبالنظر لنتائج العام 2011م فقط فالميزان يميل للكفة العربية بواقع 26,355 بحثا لصالحنا. ولمن يقول كيف نفتخر بأن 22 دولة تهزم دولة واحدة فمجموع أبحاث أكبر دولتين عربييتين من حيث نشر الأبحاث وهما المملكة العربية السعودية ومصر أعلى من عدد الأبحاث الاسرائيلية في نفس العام! وأزيدكم بأن دولا إسلامية كماليزيا وحدها وتركيا وحدها نشرتا أبحاثا أكثر من إسرائيل في العام 2011م. ثانيا: عدد الاستشهادات بالأبحاث العربية أعلى من الأبحاث الاسرائيلية!! ولمن يسأل، فالاستشهاد بشكل مبسط هو عدد المرات التي استخدمت فيها الأبحاث كمراجع لأبحاث أخرى وهذا يعتبراً مؤشراً لنوعية أو جودة الأبحاث. وحسب نتائج عام 2011م بلغ عدد الاستشهادات بالأبحاث الاسرائيلية 20,659 استشهادا بينما بلغت الاستشهادات للأبحاث العربية في العام نفسه 23,562 استشهادا في تفوق عربي آخر على اسرائيل في النوعية هذه المرة بما يقارب 3 آلاف استشهاد بالأبحاث!! وللمعلومية ففي الفترة 1996 – 2007م كانت إسرائيل تتفوق على العرب مجتمعين بما يفوق الضعف.. ولكن انقلبت الموازين! ثالثا: عدد الجامعات العربية أكثر من الاسرائيلية في قائمة أقوى 400 جامعة لتصنيف الكيوإس للجامعات العالمية!! نعم فحسب بيانات هذا التصنيف للعام 2012م لأقوى 400 جامعة تواجدت أربع جامعات اسرائيلية فقط مقابل ست جامعات عربية (3 سعودية وواحدة من كل من لبنان، الإمارات ومصر) في تفوق عربي في مجال التعليم العالي. ورغم تفوق الجامعة العبرية في القدس في التصنيف فقد تفوقت جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن على بقية الجامعات الاسرائيلية. ورغم كل ما أوردته من مؤشرات إيجابية فلن أغالط الحقائق حيث ما زال التفوق الاسرائيلي علينا في عدد براءات الاختراع ونسبة الصادرات عالية التقنية والصناعة الأمنية ومعدلات إنفاق على البحث والتطوير وغيرها. ولكن ما أريد أن أركز عليه هو أننا نتقدم!! فمثلا ورغم التفوق الحالي لجامعات اسرائيل في تصنيف شانغهاي للعام 2012م (6 اسرائيلية مقابل 4 عربية) فتطور الأداء العربي واضح مقارنة بعام 2005م عندما كانت هنالك 7 جامعات اسرائيلية على القائمة مقابل غياب تام للجامعات العربية وقتها. وكلي ثقة بأن بلداننا القوية علميا وتقنيا وثقافيا ستكون أكثر قدرة على جعل الطرف الآخر ينصاع لمنطق العدالة وسيرفع من فرص تحقيق السلام دونما تنازل عن أرض أو حق في ظل علاقة احترام متبادل وتوازن مع بقية القوى العالمية. نعم ما زال المشوار طويلاً ولكننا نتطور ونسارع الخطى فكفى جلدا لذاتنا وتحطيماً لأنفسنا فأول شيء يجب أن نهزمه هو حاجز الرهبة ومشاعر اليأس داخل أنفسنا بأنه من المحال أن نتفوق على إسرائيل والدول المتقدمة. وعلى العكس فليكن هذا التقدم العلمي والتقني لديهم أكبر دافع وحافز لدى شبابنا لقلب المعادلة كما فعلنا ذلك في عدد من المجالات وكما نقدر بحول الله أن نتفوق في غيرها! ومرة أخرى مبروك علينا جميعا انتصارنا العلمي والبحثي والقادم أحلى وأجمل بإذن الله.