كشفت دراسة حديثة أجريت في كلية الهندسة بجامعة الملك سعود، عن الخسائر المادية التي تمنى بها شركات الكهرباء نتيجة للفقد الكهربائي الذي يحدث في مكونات المنظومة الكهربائية "التوليد، النقل، التوزيع، المحطات الفرعية، المحولات، معدات التحكم والسيطرة". وقال الباحث الرئيس في الدراسة الدكتور عبدالله الشعلان: الفقد الكهربائي ينقسم إلى فقد فني، ينجم عن مرور التيار الكهربائي في المكونات المذكورة، والفقد غير الفني الذي ينقسم إلى فقد يعزى إلى السرقات والتعديات التي يقوم بها بعض المشتركين من المستهلكين السكنيين أو الصناعيين أو التجاريين على الشبكات الكهربائية للشركة والاستحواذ على الكهرباء بوسائل غير قانونية وبطرق غير مشروعة، وفقد ينتج من القراءات الخاطئة للعدادات من قبل القراء أو العطب الذي قد يصيب تلك العدادات في تصاميمها ودوائرها الداخلية بسبب التقادم وعدم الصيانة الدورية أو بسبب الظروف الجوية كارتفاع درجة الحرارة المحيطة والأتربة والأمطار، حيث تتسبب في فقدان ملايين الريالات سنويا مما يمثل عبئا ماليا على شركة الكهرباء وبالتالي ينعكس على كفاءة أدائها ومستوى خدماتها المقدمة بالإضافة إلى تدني عوائدها ومدخولاتها تجاه تنفيذ مشاريعها وخدمات مشتركيها ورضا مساهميها. وخلصت الدراسة إلى وضع أسس وتصورات لحلول عملية يمكن تبنيها وتطبيقها من قبل الشركة للتخلص من الفقد الكهربائي أو تقليصه إلى الحدود الدنيا وتقليل آثاره، عبر اختيار الموصلات واستخدام الأطوال المناسبة لموصلات التغذية الكهربائية، مع الأخذ في الاعتبار معدلات نمو الأحمال المستقبلية والعمر التشغيلى والمقننات الحرارية للمولدات ومعدات محطات التوزيع الفرعية والموصلات في خطوط النقل وشبكات التوزيع واختيار المحولات بسعات اقتصادية مثلى مع الأخذ فى الاعتبار قياس وتقويم الفقد عند إعداد التصاميم والمخططات لخطوط النقل وشبكات التوزيع واستخدام جهود عالية لنقل القدرات الكهربائية لتقليص الفقد بها وتطبيق حدود له وتوزيع الأحمال بانتظام على نحو متوازن على مسار المغذيات وعلى المحولات وتجنب التحميل المفرط عليها وعمل قياسات منتظمة للفقد في محطات التوليد ومحطات التوزيع الفرعية وتنظيم دورات تدريبية للمهندسين والفنيين في كيفية تقليل الفقد الكهربائي واستخدام عدادات ذات درجة دقة عالية وإجراء معايرة دورية ومنتظمة للعدادات وإجراء القياسات الكافية لمواجهة السرقات والتعديات على مرافق الكهرباء، من خلال تركيب عدادات عند محطات المحولات والمغذيات ونقط التغذية للمستهلك واستخدام العدادات الإلكترونية ذات الدقة العالية التي لا يمكن التلاعب في دوائرها ومكوناتها الداخلية والتدريب الجيد للقراء والكشافين والمحصلين ووضع حوافز مشجعة لهم لقاء التنظيم والمتابعة الجيدة لقراءات العدادات بدقة وعناية وانتظام وإجراء الدراسات والبحوث لخدمة المشتركين والتحقق من جودة وكفاية الخدمة الكهربائية عند إيصالها لمنشآتهم ومرافقهم وسن تشريعات حازمة وفرض غرامات رادعة من قبل الشركة للحد من الممارسات غير القانونية التي تكبد الشركة خسائر مالية كبيرة. وحددت الدراسة المزايا الفنية والاقتصادية لتخفيض الفقد الكهربائي في توفير الطاقة المنتجة، وبالتالي زيادة في الطاقة المتاحة للاستهلاك والمحافظة على البيئة بتخفيض قدرات التوليد وتخفيض حرق الوقود وتقليل انبعاث العوادم والغازات الملوثة والسامة من محطات التوليد والمساهمة في تخفيض الأحمال القصوى في أوقات الذروة مما ينتج عنه تأثيرات إيجابية على استمرارية التغذية وموثوقيتها وجودتها والتخفيض في تكاليف الصيانة للمعدات الكهربائية وإطالة عمرها التشغيلي وتوفير الكثير من الاستثمارات المالية الضخمة اللازمة لإقامة مشاريع كهربائية جديدة أو لتعزيز محطات التوليد وخطوط النقل وشبكات التوزيع والحد من الانقطاعات الكهربائية المكلفة بالنسبة لكافة المستهلكين على اختلاف فئاتهم.