بينت الدراسة التي تمت في جامعة ييل في الولاياتالمتحدةالامريكية بين قسمي الامراض الجلدية والامراض النفسية أن البهاق له تأثير سلبي على المرضى الذين يعانون منه من جميع النواحي النفسية والاجتماعية، وإن تأثيره الاجتماعي كبير جداً، نظراً لأنه يؤدي الى تغير في لون البشرة ولكونه ايضاً مرضاً مزمناً ويستغرق الكثير من الوقت في العلاج عدا أن هناك اشخاصاً لا يستجيبون للعلاج بنسب متفاوته. الاشخاص الذين يعانون من البهاق- حسب نتائج هذه الدراسة- يعانون ايضاً من مشاكل نفسية جمة نتيجة لهذا المرض، فهم لا يثقون بأنفسهم ويشعرون بالدونية، وكذلك يشعرون بأن الآخرين حذرين من التعامل معهم وينظرون لهم نظرة مختلفة، وهذا مايجعل مرضى البهاق يفضلون العزلة الاجتماعية عن الاختلاط بالآخرين، وهذا قد يقودهم الى الكآبة المرضية التي ربما تستدعي العلاج..! ويقول بعض العلماء بأن أي اضطرابات جلدية وتشوهات جلدية تقود الى مشاكل عاطفية ونفسية شديدة خاصة في سن المراهقة، وبالذات عند الفتيات أو النساء بوجه عام أكثر من الرجال. وتشير الدراسة الى أن الاشخاص الذين يعانون من البهاق لديهم تشوش وعدم القدرة على التأقلم مع هذا المرض الجلدي ودائماً يشعرون بالخجل من مواجهة الآخرين، خاصةً الغرباء او مقابلة الناس لأول مرة..!! على العكس من ذلك فإن الاشخاص الذين يعانون من امراض جلدية أخرى في أماكن يسهل إخفاؤها بالملابس مثل القدمين او الذراعين، فإن هؤلاء المرضى يلجأون الى ملابس خاصة تخفي هذه الاماكن التي تغير لونها بسبب المرض. رغم أن بعض الامراض الجلدية في اماكن أخرى غير الوجه قد تسبب آلاماً مبرحة وربما ينزف دماً، وتسبب عدم ارتياح لدى المريض الا ان تأثيرها النفسي يبقى اقل من البهاق، والذي كما ذكرنا سابقاً يجعل الشخص يشعر بالخجل رغم أن ليس له ذنب في ذلك..! الحقيقة أن البهاق والذي يسميه بعض الاشخاص في مجتمعاتنا بالبرص، بل أن البعض يعتقد بأن هذا السلوك يزيد من المشاكل النفسية عند مريض البهاق، ويجعله يميل الى العزلة والانطواء التي قد تقود الى الاكتئاب. يشكل ايضاً البهاق عقبة في طريق الزواج بالنسبة للفتيات، اذ في مجتمعات مثل مجتمعاتنا يتم اختيار الزوجة حسب رؤية الام او الاخت او قريبة ما .. فإن الفتاة التي تكون مريضة بهذا المرض الجلدي قد تصبح غير واردة في قائمة الفتيات المرشحات للزواج من قبل الأهل الذين يعتقدون بأن هذا المرض معد ويشكل إعاقة للفتاة بالنسبة للزواج.!! حقيقةً إن العلاجات الآن اصبحت أكثر تقدماً بالنسبة لعلاج مرض البهاق، وإن المكياج قد يساعد على التخفيف من ظهور التغيير في اماكن حساسة مثل الوجه والرقبة، ولكن يظل هذا المرض مزعجاً لمن يعاني منه، خاصة الفتيات والنساء، وهذا يقود الى ضعف الثقة في النفس والانعزال وربما النظرة الدونية الى الذات والانطواء ومن ثم الكآبة، والتي قد تصل الى درجة الاكتئاب المرضي الذي يحتاج الى علاج طبي..! إن البهاق مرض، مثله مثل أي مرض، ومعرض كل انسان ان يصاب به، فليس هناك من يملك الحصانة من أن يصاب بالبهاق.. فعلى الاشخاص الذين يعانون من البهاق أن لا يخجلوا من هذا المرض، وأن يعتدَّوا بأنفسهم، ولا يلتفتوا لمن يعلق عليهم بشيء قدره الله، فالله الذي وزع الامراض ووزع الصحة على عبادة لغاية لاندركها نحن كبشر، فليس هناك من داع أن نخجل وننطوي على انفسنا حزناً من مرض قدره الله علينا، بل يجب علينا ان نصبر ونحتسب الأجر عند الله، وهو الذي يبرئ ويشفي من جميع الامراض كما أنه هو الذي قدر على كل انسان نصيبه من المرض والعافية. إن ثقافة المجتمع الصحية، يجب ان تميز بين ماهو غير معد، ويجب ان لا نعيب على الآخرين إبتلاء الله لهم بمرض او سقم نحن معرضون للاصابة به.. او ربما هو أسوأ منه..!