كشف السفير الصيني في بلادنا حسب هذه الجريدة بتاريخ 12 فبراير الحالي أن معايير المواصفات والجودة السعودية تشكل اهتماماً خاصاً لديهم، حيث تقوم الحكومة الصينية حالياً بتشديد الرقابة والفحص على السلع والبضائع المختلفة التي يتم تصديرها للمملكة، مطالباً رجال الأعمال السعوديين بالالتزام بمعايير ومواصفات الجودة السعودية عند استيرادهم للبضائع والسلع من الصين وأن يتوقفوا عن استيراد البضائع والسلع التي تخالف مواصفات الجودة السعودية، مشيراً إلى أن الشركات الصينية تصدر سلعاً مختلفة بجودة عالية لأوروبا وأمريكا وفقاً لمعايير الجودة والمواصفات المطلوبة من رجال الأعمال هناك. بكل صدق ألا يُوجب هذا التصريح أكثر من علامة تعجب واستفهام ..!؟ لاحظوا السفير الصيني وليس وزير التجارة السعودي أو رئيس مصلحة الجمارك أو مدير الدفاع المدني أو أضعف الإيمان (وهذا بالطبع لن يحدث) رئيس حماية المستهلك السعودي بل(الصيني) هو من يطلب من تجارنا الذين يستوردون البضائع والسلع من الصين (وما أكثرها) أن يتوقفوا عن الطلب من قرنائهم في الصين تصنيع منتجات رديئة وهشّة ومغشوشة. سعادة السفير الصيني جاملنا بأدب الصين الجمّ حين أشار في ثنايا تصريحه إلى مواصفات الجودة السعودية وكأننا قد أغرقنا أسواق العالم بصناعاتنا ذات المعايير العالية والجودة المتينة. حتى أكون منصفاً أستثني من الحكاية صناعاتنا البترولية والبتروكيمائية ومشتقات النفط فهذه بالتأكيد لنا موطئ قدم عالمياً دون جدال. ثم وكأن سعادة السفير يُلقي باللوم على تجارنا بطريقة دبلوماسيّة كعادة أهل السياسة حين ذكر السلع والبضائع الصينية عالية الجودة التي تُصدّر إلى أسواق أوروبا وأمريكا بطلبٍ من التجار هناك. يعني تجار أوروبا وأمريكا لا يغشّون المستهلكين باستيراد بضائع (أبو دولارين) أو (أبو يوروين) على شاكلة (أبو ريالين) عندنا..! بالمناسبة ليست هذه المرّة الأولى التي يتّهم فيها مسؤول صيني التجار السعوديين بطلب منتجات رديئة من مصانع الصين إذ سبقه في ذلك أكثر من ملحق تجاري صيني على مدار السنوات الماضية وتأكيدهم على هذه الحقيقة المسكوت عنها. السؤال أو هو أكثر من سؤال: *إذا كان ما قاله سعادة السفير وقبله الملحقون التجاريون غير صحيح فلماذا صمت تجارنا عن الرد عليهم وتبيان الحقيقة؟؟ *إذا كان لا يُسمح للتجار بالتصريح ويعتقدون أن كلامهم لن يصدّقه أحد فأين الغرف التجارية عن اتهامات كهذه؟؟ *إذا كان الكلام الذي قيل من قبل سعادة السفير الصيني صحيحاً وهذا هو الأرجح فأين وزارة التجارة وحماية المستهلك وبقيّة الأجهزة التي يُطالها ضرر البضائع المستوردة المغشوشة أو ذات المتانة المتدنية مثل الدفاع المدني ووزارة الصحة وغيرهم من الوقوف بحزم ضد هذا التلاعب بحياة وصحّة المواطن؟ هل لديكم أقوال أُخرى؟؟