في يوم الجمعة 25 يناير سافرت إلى القاهرة لشراء الكتب من معرض الكتاب بعد ان تغيبت عنه في دورته 43 من العام الفائت بسبب احداث ثورة يناير المهم هذا العام ذهبت للمعرض في اليوم الثاني من وصولي للقاهرة كان المعرض ليس هو المعرض فالإقبال محدود جدا ودور النشر المصرية والعربية متذمرة من عدم تغطيتهم لتكلفة المشاركة في المعرض، ناهيك عن ربحهم فيه وحقيقتة المعرض ليس هو المعرض الذي نعرفه فالجو ملبد بالتوجس، والخيفة وأنا أتكلم هنا عن يوم السبت 26 يناير الغريب أن أكثر الموجودين فيه، وحولنا هم عتالي الكتب، والشيالين كنا سابقا، نتعب في الحصول على شيَّال يصاحبك في تسوق الكتب، وننتظر حتى يفرغ احدهم من زبون لكي يساعد في حمل الكتب اما هذا العام فقد طلبت واحداً فالتف حولي عشرة كل يريد حمل الكتب عني وبعد اصرار مني ورؤيتهم لكمية الكتب التي لا تتعدي الكيسين وافقوا، على ان يحملها عني اثنين كل واحد كيس، وهكذا انطلقنا لخارج المعرض وحقيقة أنا استوحشت من العدد الذي التف حولي هل بين هؤلاء من يسمى بلطجي وما الذي يضمن لي التاكسي الذي قد يكون متفقاً معهم على ارتكاب جريمة أو بلطجة إن الشعور بالأمان في تلك اللحظات ضاع وهو شعور لم اشعر به ابداً في مصر المحروسة المعمورة، وبعدها لم اخرج من الفندق طيلة اربع ايام واتصلت بالصديق خالد المعالي صاحب دار الجمل وشكوت له الحال واخبرته عن استعدادي لدفع زيادة على أسعار الكتب مقابل أن أجد من يتسوق عني وفعلا تم ذلك اذ اعطيت خالد اسماء ما ينقصني من كتب وهي عبارة عن 5 عناوين تقريبا واتفق خالد مع احد المثقفين فابتاعها لي ثم اتى إلى الفندق القريب من المعرض في مدينة نصر، وسلمها لي واخذ ثمنها مع اجرة التاكسي، قد تكون حالتي هنا فردية وخاصة بي لكن ما شعرت به لم اشعر به طوال ثلاثين عاما من السفر الى مصر المحروسة ام الدنيا اعاد لها الله الأمان بهمة ابنائها.