تسعى المملكة لتصبح رائداً اقليمياً في إنتاج الغاز الصخري في ظل تزايد أهمية الغاز الطبيعي من جهة ومحدودية وفرته من جهة أخرى، حيث بدأت الحكومات الإقليمية مساعي حثيثة لتوسيع قاعدتها الصناعية لخلق الفرص الوظيفية لمواطنيها، وبناء اقتصادات أكثر قدرة على الاستدامة. وذكرت تقارير ميد الاقتصادية أن المملكة وابوظبي وعمان تجد أن الخطط التي تتعلق بمشروعاتها الصناعية أصبحت مهددة الآن نظراً لعدم وجود اي اكتشافات جديدة للغاز، وقد باتت آمال هذه الدول في بناء مستقبل فيه ضمان لإمدادات الطاقة معلقة على استغلال المكامن ومصادر الاحتياطيات غير التقليدية. في حين تم تحقيق تقدم كبير في مضمار المشروعات التي تعتبر معقدة من الناحية الجيولوجية، وتتولى ابوظبي قيادة هذا التوجه في تطوير حقول الغاز الحامض، في حين تعد عمان العدة لإطلاق مشروع تتراوح كلفته بين 15 و20 مليار دولار في منطقة خزان. وتؤذن الخطة بعهد جديد لصناعة الهيدروكربون في منطقة الخليج، التي تم فيها استغلال الاحتياطيات السهلة وبات الانتباه والتركيز يتحولان بعده نحو المشروعات التي تنطوي على تكوينات غازية تنطوي على تحديات عالية. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فية وزارة البترول والثروة المعدنية عن اكتشافات جديدة للغاز في منطقة تبوك حيث سيتم تطويرها لدعم الاستهلاك المحلي من الغاز والبدء في تطوير حقل مدين الذي تم اكتشافه بمنطقة تبوك عام 2013 وسيكون انتاجه في فترة وجيزة لمد محطات الكهرباء بالغاز الذي سيكون بديلا عن الديزل وتصل الطاقة الكهربائية والغاز إلى مناطق صناعية سوف تنشأ في تبوك بشكل عام. وأعلنت شركة أرامكو السعودية مؤخرا عن خطط لرفع احتياطيات المملكة من الغاز الطبيعي إلى 333 تريليون قدم مكعب بحلول عام 2016 من خلال التوسع في استكشافات الغاز الحر غير المصاحب للنفط الذي يرتبط استخراجه بإنتاج النفط لمواجهة الطلب المحلي على الغاز التقليدي الذي ينمو بنسبة 6% سنويا نظرا للتوسع الكبير في الصناعات التي تفضل الغاز الطبيعي كوقود نظيف واستخدام الغاز كلقيم للصناعات البتروكيماوية. ويشير التقرير إلى أن نصف احتياطات المملكة الحالية من الغاز الطبيعي البالغة 283 تريليون قدم مكعب تعتبر من الغاز المصاحب للبترول الذي يعتمد استخراجه على إنتاج البترول الخام ما جعل "أرامكو" تعمل على تكثيف جهودها من أجل توسيع الاستكشافات للغاز الحر الذي يقع في مكامن الغاز الطبيعي وليس المصاحب للنفط لتعظيم فائدته كوقود مفضل لدى المستهلكين وصداقته للبيئة لقلة الانبعاثات الملوثة للبيئة. وتسعى أرامكو إلى رفع طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي إلى 15 تريليون قدم مكعب يوميا بحلول عام 2015 لسد حاجة طلب محطات توليد الطاقة الكهربائية ومحطات تحلية المياه المالحة الذي يتوقع أن ينمو عددها خلال السنوات القادمة تناغما مع ازدياد عدد السكان بالمملكة والتوسع العمراني الذي تشهده خاصة في المناطق النائية التي طفقت الدولة توجه إليها معظم المرافق التنموية لتقليل الضغط على المدن الكبرى. وتمتلك منطقة الخليج 20% من إجمالي احتياطات الغاز المؤكدة في العالم، لكنها تسهم فقط بنسبة 11% من الإنتاج العالمي؛ وبالتالي فهي تتمتع بأطول مدى زمني للاستفادة من احتياطات الغاز في العالم مع قدرتها على إنتاج المستويات الحالية لمدة تصل إلى 120 عاما، بما يعادل ضعف المعدل العالمي البالغ 64 عاماً.