التجار بأموالهم يستطيعون كتابة وطباعة ونشر كتبهم، ولكنهم لا يستطيعون اجبار الناس على قراءتها.. بهذه العبارة رد الدكتور إبراهيم الخضير، على إحدى المداخلات في أمسيته في فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام والتي أقامها المنتدى الثقافي، للحديث عن تجربة د. الخضير في روايته الاولى "العودة الى الايام الاولى" في الأمسية التي أدارها حسين الجنبي. وعن كثرة الروايات التي تشهدها الساحة الثقافية المحلية قال د. الخضير: إن ما ينشر لدينا من روايات فاق ما ينشر في مصر.. واصفا ظروف كتابة روايته الأولى، والتي صحبتها ظروف سياسية في الخليج، تمثلت في "حرب الخليج" الثانية، التي أدت إلى قطع دراسته في اسكتلندا وتحديدا في أدنبرة، حيث شكلت هذه الظروف الدافع الأساسي لغرس بذرة فكرة الرواية بعدما تعرف على (روز) الأمريكية التي كانت تعمل مع الجيش الأمريكي في قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية بالجبيل إبان حرب الخليج الثانية. وأكد المحاضر بأن الشخوص في روايته تمثل أسماء لأصدقائه، حيث بدل بها اسم روايته الذي كان (فاضل بن جعفر) أكثر الاسماء جدلية، التي دارت حولها الأسئلة عن هذه الشخصية ذات السطوة والنفوذ والقوة، إلا أن د. الخضير أفصح عن هذه الشخصية بأنها كانت من نسج الخيال.. مشيرا إلى أن شخصية (عروبة) في الرواية كانت تمثل جلد الذات للقومية العربية، كاشفا اللثام عن شخصية "عروبة" بأنها تمثل اسم إحدى بنات اعز اصدقائه.. لافتا النظر من خلال ارتباطه بعلم النفس كعلاقة وطيدة في حياته من جانب، ولكونه يعمل طبيبا في القوات المسلحة بالرياض من جانب آخر، إلى أن الدكتور لطفي الخولي وجهاد الكبيسي هما من اقنعاه لطباعة هذه الرواية والتي كان رافضا لفكرة نشرها، والتي تناولها بالقراءة عدد من النقاد والأدباء، الذين جاء في مقدمتهم الأديب الإعلامي الزميل سعد الحميدين، والكاتب محمد صادق ذياب، وشمس المؤيد، وغيرهم. ومضى د. الخضير مؤكدا أن تخصصه في علم النفس كان له دور أساسي ومحوري في بنية الرواية وحبكتها حيث كتبها على النمط الكلاسيكي الاوروبي.. وأردف عن تأجيل طباعتها إبان حرب الخليج الثانية، بأنه يعود إلى أن ظهورها قد يسبب له الكثير من المشكلات مما جعله يحذف جزءا من الرواية.. مستعرضا خلال حديثه عن تجربته الروائية من خلال المشهد السردي المحلي بأنه يمثل وفرة الإنتاج الروائي السعودي، مشيرا إلى أن هناك أشخاصا دخلاء على الرواية السعودية لا يملكون الفكر ولا الثقافة ولا حتى المعلومة، حتى أصبح الانتاج الروائي المحلي يتفوق على إنتاج العديد من الدول التي شهدت طفرات سردية كمصر.. كما وليس كيفا، موضحا بأن بعض الروايات لا تساوي ثمن الورق المطبوعة عليه.. واصفا هذه الحالة بأن بعضهم اصبح يقدم عالميا على انه وجه الرواية السعودية ويقدم مع الوفود العربية لتتهافت عليه القنوات والصحف.. مناشدا وزارة الثقافة والإعلام تشجيع الكتاب السعوديين ودعمهم في كتابة الرواية الحقيقية التي تستحق النشر وليس محاباة لأسماء بعيدة عن كتابة الرواية، لافتا في ذات السياق الى ان هناك شللية تدعم بعض الاسماء ومقربة من الاعلام بصفة عامة بناء على علاقات شخصية ومصالح متبادلة فيما البعض محرمون. واستشهد الخضير في امسيته برواية (محبوبات) للكاتبة الفرنسية علياء ممدوح والتي فرغتها الحكومة الفرنسية لمدة عام حتى الانتهاء من روايتها ودعمتها ماديا، منوها بان الدعم الثقافي الذي تقدمه وزارة الثقافة لا يوازي الطموح، مبينا بان ميزانية الثقافة في احدى السنوات الماضية كانت خمسين مليون ريال للثقافة والأندية الادبية والجمعيات مستدلا على أن الشعب السعودي اكثر الشعوب العربية قراءة من خلال احصائيات المعرض الدولي للكتاب في الرياض والذي يباع فيه اكثر ما يباع في القاهرة وبيروت مما يدل على ان هناك شغفا للقراءة عند المجتمع السعودي. ومضى د. الخضير خلال حديثه عن تجربته الروائية متأسفا لكون بعض دور النشر العربية تقدم هدايا ومبالغ مالية من اجل تسويق كتبها والكتابة عنها، مؤكدا بأنه بعد سنوات ستبقى الرواية الافضل.. حيث شهدت الأمسية العديد من المداخلات التي جاء منها مداخلة بأن (سيمون نصار) قال عن روايته" انها سيرة ذاتية يشوبها عدم الصدق"، حيث علق الخضير قائلا: هي سيرة ذاتية خافية وشيء متخيل.. أما عن وجود شللية تدعم بعض الروايات فرد المحاضر بقوله" لا اعرف لها حلاً وسيأتي يوم تنتصر المصداقية.. مطالبا الصحافة بتسليط الضوء على الاعمال الجيدة، ووصف في سياق اخر في رده على احد المتداخلين بأن تحكيم جائزة البوكر العربية "جيد".. ناصحا الشباب الجدد فيمن يتطلعون لكتابة الرواية ان يقرأوا لنجيب محفوظ عربيا ودستوفيسكي عالميا.. وعن نيته في ترجمة احدى رواياته قال: انه سيعمل على ذلك خاصة وانه يجيد اللغة الانجليزية الا ان ارتباطاته تحد من ذلك في الوقت الحالي.. حيث كرم مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام عيد الناصر في ختام الأمسية د.الخضير، تقديرا على تلبيته طلب الجمعية في إقامة هذه الأمسية.