عرف عن الشيخ عبدالعزيز الموسى حبه للصدقة وبذله للمال وإحسانه للفقراء ودعمه الكبير لكافة الجمعيات الخيرية، لكن هناك بذل وعطاء للشيخ من نوع اخر وهو بذله للتوجيه والارشاد والنصح وخصوصا لنا معشر الشباب لأنه لم يكن يعيش فردا وحيدا في مجتمعه بل يعيش وسط هذا المجتمع الذي أحبه وأحبوه. وكأني بالشيخ تمثل وقرأ بلاغة النبي "صلى الله عليه وسلم" في حصر الدين في النصيحة، وهو ما يشير إلى أن النصيحة هي عماد الدين وقوامه وأساسه، وأنها تشتمل على خصال الإسلام والإيمان والإحسان التي ذكرت في حديث جبريل، سمى ذلك كله دينا، فإن النصح لله يقتضي القيام بأداء واجباته على أكمل وجوهها، وهو مقام الإحسان. واتذكر اني زرته قبل ربع قرن في بيته الذي فتحه للناس ليستمر في النصح وتوجيه الشباب، وطلبت منه المشورة والنصح فأشار علي بالاستثمار بالعقار بشرط الصبر، ونصحني بالشراء في شمال الرياض ونفذت نصيحته وبعد الشراء انخفض سعر الاراضي في المنطقة التي اشار بها وحصل بعدها كساد كبير في المنطقة. والتقيته مرة اخرى في منزل الشيخ الامين عبدالله الحسن رحمه الله وطلبت منه النصيحة وخصوصا اني قررت البيع فأشار علي بالتريث والصبر. وكل مرة التقيه ينصحني بالصبر وكان يقول حكمته الشهيرة اصبر وابشر. كيف لا وهو الذي تعلم الصبر ابتداء من بداياته بحي ام سليم مرورا بإنشائه لحي العليا الى ان اصبح علامة فارقه في مجال التطوير والاستثمار العقاري بالمملكة. ولم يكتفِ انه تعلم الصبر بل علمه لجميع من يتعامل معهم بشكل يومي. وبالفعل مرت الايام وازدهرت المنطقة وحققتُ بفضل الله ثم بفضل نصيحة الشيخ الحكيم والناصح الامين ارباحا جيدة. وهذا النوع من الاحسان للناس بالتوجيه والنصح قليل في هذا الزمان بالرغم انه لا يكلف لا ديناراً ولا درهما لكن الكثير من الناس يجتنبونه خوفا من عواقبه، ولا يقدم عليه الا الافذاذ من الرجال الذين يعتقدون بأن افضل الناس انفعهم للناس. وكان الشيخ من أولئك الرجال القلائل الذي كان يؤمن بالحديث "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" وكانت عادته حب الخير للغير والتي كانت سببا رئيسا لما وصل له الشيخ وفاق به كثيرا من اقرانه الذين بدأوا معه. هل نتعلم من الشيخ هذا النوع من الاحسان ونعلمه لأجيالنا القادمة.. أتمنى ذلك.