اتهم الرئيس السوري بشار الاسد امس اسرائيل بالعمل على "زعزعة استقرار" بلاده و"اضعافها" بعد ايام من غارة شنها الطيران الاسرائيلي على منشآت عسكرية قرب دمشق. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن الاسد تأكيده خلال لقائه امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي ان "العدوان الاسرائيلي يكشف الدور الحقيقي الذي تقوم به اسرائيل بالتعاون مع القوى الخارجية المعادية وادواتها على الاراضي السورية لزعزعة استقرار سوريا واضعافها". على صعيد متصل ذكرت صحيفة "صندي تايمز" امس أن إيران اخترقت أنظمة شركة أمن بريطانية ولفّقت مؤامرة طلبت بموجبها من الشركة نشر أسلحة كيميائية في سوريا، في محاولة لتشويه سمعة الغرب. وقالت الصحيفة إن المحققين يشكّون بأن إيران أنشأت رسائل الكترونية كاذبة في موقع الشركة، كجزء من هجوم الكتروني متطور، زعمت بأن الولاياتالمتحدة صدقت على هذه المؤامرة لاحتواء الرئيس السوري بشار الأسد، وهددت برد عسكري محتمل بالتعاون مع بريطانيا إذا ما استخدم نظامه أسلحة كيميائية. وأضافت أن عملية اختراق أجهزة الكمبيوتر لشركة (بريتام للدفاع)، التي يديرها قادة سابقون في القوات الخاصة البريطانية ولديها العديد من العملاء في منطقة الشرق الأوسط، وقعت قبل أسبوعين ويحقق فيها الآن متخصصون من وحدة الجريمة الالكترونية ومكافحة الإرهاب في شرطة سكوتلند يارد، كما يُعتقد أن أجهزة الأمن البريطانية تحقق في هذا الاختراق أيضاً. وذكرت الصحيفة أن من بين الوثائق المسرّبة رسائل الكترونية استفزازية نُسبت إلى أحد مديري شركة (بريتام للدفاع)، ومن بينها رسالة بعنوان "القضية السورية"، أٌرسلت إلى أحد مؤسسي الشركة حول مؤامرة الأسلحة الكيميائية المزعومة. ونسبت إلى الرسالة الالكترونية المفترضة قولها "علينا إرسال الأسلحة الكيميائية إلى حمص.. وبصراحة لا اعتقد أنها فكرة جيدة لكن المبالغ المقترحة هائلة"، مشيرة إلى أن توقيت هذه الرسالة الالكترونية كان مهماً كونها تزامنت مع تحذير الرئيس الأميركي باراك أوباما للرئيس الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي بأنه سيواجه عواقب إذا ما استخدم أسلحته الكيميائية. وأشارت الصحيفة إلى أن رسالة الكترونية أخرى حملت عنوان "القضية الإيرانية" يُعتقد أنها أٌرسلت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، سعت إلى ربط شركة الأمن البريطانية بمناورات عسكرية تهدف إلى الرد على هجوم محتمل من قبل إيران. وقالت إن مصادر مطلعة على الاختراق أكدت بأنه يحمل بصمات عملية القرصنة التي تعرضت لها العام الماضي شركة ارامكو، والتي حمّل مسؤولو أجهزة الاستخبارات الأميركية إيران مسؤوليته. وأضافت أن خبراء أمن الكمبيوتر الذين استدعتهم شركت بريتام أكدوا بأن رسائل البريد الالكتروني المتعلقة بسوريا وإيران ملفقة، فيما تمت تسمية شبكة من الناشطين على الإنترنت مؤيدة لنظام الرئيس الأسد تُدعى، الجيش الالكتروني السوري، كمشتبه محتمل. ونسبت الصحيفة إلى الرئيس التنفيذي لشركة الأمن البريطانية، سايمون لالور، قوله "من وجهة النظر الفنية، فإن الرسائل الالكترونية ملفقة 100%، لكن من كتب مضمونها هو قضية أخرى بهدف استخدام الشركة كوسيلة لخلق التوتر والإحراج لمن لهم دوافع سياسية".