ما يمكن أن تكشفه مواقع التواصل الاجتماعي أكبر من أن يحصر. المشاعر اللاواعية تظهر كثيراً من خلال التغريدات. وإذا أراد أحد أن يفتح "هاشتاقاً"، فهو ليس بالضرورة حريصاً على المصلحة العامة، بل قد يكون في كثير من الأحوال معبراً عن اضطراب أو مشكلة معينة. تحدثت عن هذه الظاهرة مع صديق، فقال لي فتش عن الشخصية "السيكوباتية"! بحثت فوجدت تعريف الشخصية السيكوباتية هي باختصار أكثر الشخصيات تعقيداً وصعوبة في التعرف على صاحبها، حيث أن السيكوباتي يجيد تمثيل دور الإنسان العاقل وله قدرة على التأثير على الآخرين والتلاعب بأفكارهم، يتلذذ بإلحاق الأذى بمن حوله وخاصة إذا كان زوجاً أو زوجة، وهو عذب الكلام، يعطي وعوداً كثيرة، ولا يفي بأي شيء منها. عند مقابلته ربما تنبهر بلطفه وقدرته على استيعاب من أمامه وبمرونته في التعامل وشهامته الظاهرية المؤقته ووعوده البراقة، ولكن حين تتعامل معه لفترة كافية أو تسأل أحد المقربين منه عن تاريخه تجد حياته شديدة الاضطراب ومليئة بتجارب الفشل والتخبط والأفعال اللاأخلاقية. يقول أحمد السيد كردي في بحثه عن هذا المرض:" وأمثال هؤلاء المرضى يحترفون أعمالاً عدوانية وأعمال عنف ضد أشخاص آخرين أو ضد جماعات دون القدرة على التحكم في اندفاعهم، وهم يدركون مايفعلون دون أن يتمكنوا من التحكم بسلوكهم المنحرف هذا. وبعض هؤلاء من الممكن أن يكون قادراً على التحكم المؤقت في التعبير عن هذه المظاهر غير الاجتماعية وذلك لا يكون إلا انتظاراً للفرصة وزوال الموانع وليعودوا للانتقام بطريقتهم الإجرامية المعروفة التي تشتمل الهجوم والتربص(...) ويكون ذلك دون إحساس بالإثم أو الشعور بالذنب ويعد من الأشخاص الذين يستثارون بسهولة". هذه الشخصية المضطربة تعكس بعضاً من العدوانيين الذين يتلذذون بالهجوم على الآخرين في مواقع التواصل الاجتماعي. يجدون المتعة والغذاء في الاعتداء على الآخرين. قبل أيام نشر أحدهم على "تويتر" صورة للاعب فهد الهريفي، وهي صورة أقل من عادية، إذ كان يتناول القهوة مع زوجته وكنت أتمنى من الهريفي أن لا ينفعل كل هذا الانفعال فما قام به الهريفي صواب أن تتنزه مع أهلك سواء أختك أو أمك أو زوجتك فهذا سلوك صائب أما الذي يظنّ أنه وجد فضيحة بذلك فهو المريض وتلك هي الشخصية المريضة. بآخر السطر فلنراقب تصرفاتنا بمواقع التواصل الاجتماعي لأنها تعكس عمقنا وأمراضنا وأعطالنا.