لم تكن أمطار تبوك مطلع الأسبوع الحالي هي الوحيدة التي سجلت نفسها على صفحات تاريخ أمطار تبوك بل سبق وأن عانت هذه المنطقة من عدة سيول منذ عام 1401ه تكررت مشاهدها وأحداثها التي واصلت فيها فرق ووحدات الدفاع المدني بمنطقة تبوك والجهات الحكومية على مدى الثلاثة الأيام الماضية لإعادة الأوضاع إلى حالتها الطبيعية سواء في مدينة تبوك أو في المحافظات والمراكز التابعة لها وفتح الطرق وتصريف مياه الأمطار وإعادة الحياة الطبيعية للأحياء الجنوبية بعد إسكان 1250 أسرة في الشقق المفروشة وإيواء أكثر من 409 أشخاص في أماكن مناسبة، وكذلك إسكان ثماني عائلات ممن تضررت منازلهم من الأمطار في محافظة تيماء. وعاشت مدينة تبوك الأيام الماضية رعب هذه الأمطار بسبب الأودية التي فقدت البعض منها معالمها خلال السنوات الماضية، وكانت لأخطاء بعض المخططين ووجود البناء العشوائي دور كبير في ذلك. فمدينة تبوك تصب نحوها ستة أودية رئيسة تصرف مياهها في حوض تبوك الواسع، والذي تبلغ مساحته أكثر من (21130 كم2)، ويتراوح ارتفاع منشأ هذه الأودية بين (2000-2580 م) فوق سطح البحر، وتترتب الأودية من الشرق إلى الغرب "وادي الأخضر"، و"وادي أبو نشيفة"، وكذلك "وادي ضبعان"، إلى جانب "وادي البقّار"، و"وادي الغويل"، و"وادي ضمّ"، وتتجمع نهايات الأودية الستة لتنتهي إلى أدنى نقطة في حوض تبوك، وهي منخفض تبوك الذي يشمل ثلاثة قيعان رئيسة متصلة مع بعضها البعض هي "قاع شرورى" في الشمال الشرقي، و"قاع المحتطب" في الوسط، وقاع البقّار في الجنوب الغربي، وتشكل هذه القيعان الثلاثة مجتمعة بحيرة مائية يتراوح ارتفاعها بين (737 -747م) فوق سطح البحر، وهي تمتد من "جبال شرورى" حتى "مزارع رايس" و"الجرثومة"، حيث تتوسط مدينة تبوك، لتشكل مياهها خطورة على الأحياء المجاورة، وكذلك المباني والمنشآت الواقعة فيها، ولا يشكل واديا "الأخضر" و"ضمّ" خطورة على المدينة، إنما المزارع التي تتوسع باتجاه مجاري سيولهما، وعلى جسور الطرق الصغيرة التي لا تتناسب مع كمية سيولهما، أما مدينة تبوك فخطورة سيولهما عليها تكمن في رفع منسوب المياه في البحيرة المائية في حالة السيول العارمة وهذا ما وقع مطلع الأسبوع حيث آثر ذلك على المباني المجاورة لهما والداخلة فيهما. أخطاء التخطيط والعشوائيات تفقد الأودية معالمها وتعبر أمطار تبوك مطلع الأسبوع هي الرابعة في قوتها بعد أمطار عام 1401ه ويليها أمطار عام 1408ه وكذلك أمطار عام 1431ه، حيث سجلت أمطار 1406ه (60 ملم) وسرعة الرياح وصلت إلى (60 كم/ساعة)، كما هطلت أمطار عام 1408ه على "حرَّة تبوك" و"حرَّة الرهاه" سال على اثرها "وادي أبو نشيفة" وفاض حين مروره شرق تبوك، وفي غرة صفر عام 1431ه تعرضت منطقة تبوك وضمنها مدينة تبوك إلى منخفض جوي بلغت سرعة الرياح به (70 كم/ساعة) مع عواصف رعدية وهطلت أمطار غزيرة، وسال "وادي البقار" و"وادي ضبعان"، إضافةً إلى العديد من أودية المنطقة.