أصبح هاجس سيول الأودية المحيطة بمدينة تبوك محل اهتمام الجهات المعنية والمواطنين؛ نظراً لتجمع السيول قرب المدينة، وكذلك ضياع معالم بعض فروع الأودية، إضافةً إلى زيادة المنشآت والأعمال قرب تجمعها، الأمر الذي نتج عنه إجراءات احترازية، بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز -أمير المنطقة- الذي ترأس اجتماعات متتالية للجنة الدفاع المدني، لمتابعة مشروعات درء أخطار السيول، وما عُمل من استعدادات وفق الخطط والمعطيات المعلوماتية عن التغيرات المناخية والطبيعية، وأكد الأمير فهد على أن ما تم من إجراءات احترازية شيء جيد، مضيفاً أننا معنيون في الفترة القادمة بتقييم شامل عن مدينة تبوك وكافة المحافظات، يلامس أعمال الدفاع المدني، لمعرفة الاحتياج الفعلي ونقاط الضعف إن وجدت، وبالتالي اتخاذ القرارات المناسبة. وأوضح "م.محمد عبد الهادي العمري" -أمين تبوك- أن الأمانة عملت على دراسة متكاملة لدرء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار، وتتلخص في تحديد مسارات الأودية، وكذلك دراسة التقاطعات والجسور المارة عبر الأودية وعددها (12) تقاطعا، مضيفاً أنه بلغت تكلفة المشروعات الجاري تنفيذها الآن (91) مليون ريال كمرحلة أولى للمشروع، بحيث تغطي مسارات ومناسيب الأودية -وادي البقار ووادي ضبعان ووادي أبونشيفة-، إلى أقرب نقطة ل"قاع شرورة"، مشيراً إلى أن الأمانة عملت على توفير الاعتمادات اللازمة لاستكمال تلك المشروعات في الميزانيات القادمة، كما سيتم العمل مستقبلاً على تنفيذ تقاطعات الطرق مع الأودية، ذاكراً أن الأمانة عملت أكتاف حماية احترازية على أودية "أبونشيفة" و"ضبعان" و"البقار"، والتي قد تساعد في حماية الأحياء السكنية والمنطقة الصناعية وإسكان قوى الأمن، وهذه الأعمال تمت بناء على توصيات اللجنة الرئيسية للدفاع المدني وفريق العمل المكلف بدراسة الوضع. أعمال تحديد مسار الأودية مستمرة حول المنطقة وقال "م.ناصر العطوي" -مؤلف كتاب معجم تبوك-: إن ستة أودية رئيسة تصرف مياها في حوض تبوك الواسع الذي تبلغ مساحته أكثر من (21130 كم2)، تشمل أجزاء من جبال "مدين" -اللّوز وأروى والقواق وحسمى وحرَّة تبوك وحرَّة الرهاه وحرَّة العويرض وهضاب اللحف وجبال الخبّة وأمّهات أرطى والفرول واللّبدة وضفيّر-، وكذلك "وادي الأخضر"، مؤكداً على أن المهم في وضع مثل هذه الأودية أن يُحدد مجرى الوادي الرئيس والفرعي خلال مروره بأحياء المدينة حتى يصل إلى مصبه بعرض واسع يتناسب مع تجميعه المطري، وكذلك تحديد مصبات الأودية وهي قيعان تبوك -البحيرة المائية-، إضافةً إلى احترام مجاري الأودية ومصباتها ومحارمها من البناء أو العبث بنقل التربة أو الرد. ويُضاف إلى خطورة السيول "عامل التصحر" حيث نتج عن عبث الإنسان بأشجار ونباتات البيئة الطبيعية سواء بالاحتطاب أو الرعي الجائر والرعي المبكر، اختلال في تربة الأودية وإقفال لمساماتها، لتتجه سيول الأودية إلى مصباتها بدون إفادة أراضي الوادي منها.