قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم (ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فان كان لا بد فاعلا، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه) ويرى العلماء أن هذا الحديث أصل جامع لأصول الطب كلها. ففي تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية في عام 2005 حول الأمراض غير السارية ويقصد بها الأمراض الخمسة الرئيسية وهي أمراض القلب، والسكتة، والسرطان والأمراض التنفسية المزمنة والسكري، والتي ثبت من خلال الدراسات أنها مسؤولة عن نسبة 60% من جميع الوفيات المتوقعة في العالم كله أي أن ما يقدر ب 35 مليون نسمة لاقوا حتفهم بسبب الأمراض غير السارية ويقصد بالوفيات المتوقعة أي الوفيات التي تحدث من أمراض وليس بسبب حوادث سير أو حريق أو غيره. بل أشار التقرير إلى أن عبء الأمراض غير السارية لا يترك أثره على نوعية حياة الأشخاص المتأثرين وأسرهم فحسب بل وعلى البنية الاجتماعية والاقتصادية للبلد المعني ايضا وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن الخسارة اللاحقة بالدخل القومي لمختلف البلدان بسببها ستكون دراماتيكية والمثال على ذلك أنه من المقدر أن تخسر الصين زهاء 558 مليار دولار بين عامي 2005 و2015 نتيجة عبء الأمراض غير السارية. ومن خلال الدراسات التي قام بها العديد من الدارسين والخبراء في مجال النظام الغذائي أثبتت الدراسات أن النظم الغذائية غير الصحية وأشكال الخمول البدني تمثّل عوامل الخطر الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض مزمنة، وهي الخمسة السابقة ودائماً ما يتم التأكيد على أن أي تغييرأوتحسين للعادات الغذائية لا يعتبر مشكلة فردية، إذ إن الفرد الواحد يدخل ضمن منظومة اجتماعية متكاملة، مما يعني أن مشكلة العادات الغذائية تعني المجتمع بأسره، وعليه فإنّه يتطلّب اتباع نهج سكاني متعدّد القطاعات والاختصاصات ويناسب الأوضاع الثقافية السائدة. وهناك دراسات قالت إنك عزيزي القارئ عند وصولك إلى عمر ال 40 سنة ستكون قد تناولت 40 ألف وجبة، إضافة إلى الكثير من المأكولات الخفيفة فيما بينها، وعودة إلى تقرير منظمة الصحة العالمية فقد صرح التقرير أن ثمة دلائل قوية على أن النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني الكافي أي 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل لخمسة أيام في الأسبوع يلعبان دورا هاما في الوقاية من هذه الأمراض، وهنا نرى الربط بين النظام الغذائي الصحي والرياضة. وفي مقال نشرته جريدة الشرق الاوسط في العدد11177 تحت عنوان حافظ على اهتماماتك الغذائية السليمة عن تقرير نشر من كمبردج ولاية ماساشوستس الأميركية(إن النظام الغذائي الجيد هو واحد من اثنين من المتطلبات للوقاية الصحية، إذ يتمثل المتطلب الثاني في إجراء التمارين الرياضية. ويمكنك البدء بالتمشي لفترة 30 دقيقة يوميا بمقدورك تجزئتها على عدة فترات تمتد من 8 إلى 12 دقيقة) وهنا نخلص إلى أن النظام الغذائي الصحي والرياضة هما عنوانان للوقاية من الأمراض المزمنة أو السارية، وهنا تكمن مسؤولية الدولة ممثلة في مؤسساتها الصحة والتعليم والاعلام والرياضة لنشر الثقافة الصحية السليمة التي تجمع بين نظام غذائي صحي ونشاط بدني، ويتساءل متسائل ماذا آكل ؟ وكيف أمارس الرياضة ؟ هنا تكمن الفروق الفردية لأنها تصبح أمورا شخصية مختلفة وعادة للإجابة عن مثل هذا السؤال ينصح باستشارة أخصائيي التغذية والأطباء، عليك ان تعرف ماذا يناسبك أنت من غذاء وما يناسبك من نشاط بدني، واعتبر ان مجرد قراءتك لهذا المقال هي الخطوة الأولى فدائما تكون الخطوة الأولى نحو هي المعرفة وإدراك المشكلة. * التثقيف الصحي