تتبعت وزارة التجارة والصناعة خلال الفترة الماضية الشاحنات المحملة بالأسمنت من مصانع رابغ وينبع والصفوة والمجاردة وصعبر، التي تعمل على تغطية أسواق المنطقة الغربية، بحثاً عن سوق سوداء، بعد ارتفاع الاسعار، حيث اثبتت جولاتها الميدانية عدم وجود اي سوق سوداء من قبل الموزعين، بعد أن تأكدت أن الشاحنات تفرغ حمولاتها لعملاء لتلبية احتياجات مشاريعهم بأي سعر. فيصل الصبحي وقال فيصل حمدان الصبحي "موزع اسمنت معتمد" إن سعر نقل الطن إلى المدينةالمنورة يضاف إليه 120 ريالا ليباع ب 360 ريالا بدلاً من 240، مشيرا الى أن إنتاج مصانع الغربية أصبح لا يلبي احتياجات مشاريع تصريف السيول والحركة العمرانية الكبيرة في المنطقة. وأوضح أن النقص في المعروض اليومي يصل إلى 100 ألف طن يوميا وهناك حاجة ل 100 سيارة نقل إضافية، مؤكدا أن نقص المعروض يرجع الى عدم بدء الانتاج من مصانع الصفوة والمجاردة والصعبر، حيث ينتج مصنع ينبع 23 ألف طن يومياً، وينتج مصنع العربية في رابغ 18 ألف طن يومياً، والصفوة 5 آلاف والمجاردة 4 آلاف وصعبر 3 آلاف طن. وأضاف أن بعض العملاء يطلبون 12 شاحنة ولا نستطيع توفير سوى 5 منها. من جانبه، أكد المدير العام لأسمنت ينبع الدكتور أحمد زقيل أن الشركة تعمل بكامل طاقتها بعد أن أوقفت شركة أرامكو ضخ الوقود عن الأفران القديمة، موضحا أن إنتاج الشركة اليومي يبلغ 23 ألف طن، حيث يباع الكيس الواحد بقيمة 12 ريالا، و240 ريالا لطن السائب. وبين أن نقص الإنتاج مع زيادة الطلب يؤدي لأزمة نقص في المعروض وأزمة أسعار في السوق وعدم وفاء الكميات المنتجة للاحتياجات المتزايدة للمشاريع، مشيرا الى دور تعطل أحد مصانع رابغ لمدة شهرين في غياب نحو 3000 طن عن اسواق الغربية، ولا يعرف متى يتم إصلاح الأعطال. أحمد زقيل واشار زقيل الى أن الكيس يباع "تسليم المصنع" ب 12 ريالا ويرتفع بعد أجور العمال والنقل ليتراوح بين 15 و20 ريالا مما ينفي نظرية الحاجة لإنشاء مخابئ لتخزين الاسمنت وبيعه عندما ترتفع الاسعار لأن الطلب كبير ومستمر ويغطي تكلفة النقل وأجور العمالة بأفضل أسعار، مقترحا توفير ساحات معتمدة للموزعين لأن مخالفي نظام الإقامة أصبحوا منافسين شرسين للموزعين المعتمدين. وقال إن الشركات من خارج المنطقة تسعى لتسويق منتجاتها بضخ كميات إضافية من شركات نجران والقصيم والجنوبية لتصل إلى أسواق الغربية، مشيرا الى أن الطلب كان مفاجئاً بعد موسم الحج وسوف يستمر حتى الدخول في فترة الركود بين رمضان والحج. وقال المدير العام لأسمنت الشرقية الدكتور زامل المقرن إن أزمة الأسمنت في المنطقة الغربية تعود الى نقص إمدادات الوقود مع زيادة طاقات المصانع وارتفاع الطلب على الأسمنت المكيس، وحصول المستهلكين على كميات تزيد عن حاجتهم الفعلية القابلة للصرف من بعض الموزعين. واضاف أن شركات الأسمنت في المناطق الأخرى بادرت بتغطية العجز في الأسمنت المكيس في بعض المناطق الغربية والبيع بالأسعار السائدة قبل ظهور الأزمة.