استمرت لليوم الثاني على التوالي المعارك بين عناصر تنظيم القاعدة والجيش اليمني في محافظة البيضاء وسط اليمن. وقالت مصادر محلية ل"الرياض" ان الجيش اليمني قصف بالطيران عددا من القرى بعد اعلان عدد من رجال القبائل في المنطقة انضمامهم الى القتال في صفوف القاعدة ضد الجيش الذي يبدأ الاثنين عملية عسكرية واسعة النطاق في منطقة المناسح بعد فشل الوساطات القبلية في اقناع المسلحين بتسليم ثلاثة رهائن غربيين واخراج المسلحين الاجانب من المنطقة. الى ذلك فجر انتحاري من تنظيم القاعدة نفسه في نقطة عسكرية في قرية جيف بن حميد بمحافظة البيضاء، غير انه لم يسفر عن سقوط مصابين. وافادت مصادر محلية ان الجنود فروا بعد رؤية سيارة مسرعة تتجه نحوهم. وكان مسلحون من القاعدة وبمساندة رجال قبائل حاصروا كتيبة للجيش في منطقة الثعالب ودمروا بعض الاليات العسكرية. لكن الجيش تمكن بعد ذلك من فك الحصار. على الصعيد نفسة قالت مصادر عسكرية ان وزارة الدفاع اصدرت تعليمات الى مختلف الوحدات العسكرية والامنية برفع حالة الجاهزية وتعزيز الحراسات على المنشآت الحيوية والبعثات الدبلوماسية بعد حصولها على معلومات عن تسلل عدد من عناصر تنظيم القاعدة من محافظتي البيضاء وذمار الى العاصمة صنعاء. وكان احد عشر جنديا لقوا مصرعهم واصيب سبعة عشر اخرون الاثنين في هجوم انتحاري استهدف نقطة تابعة للجيش خارج مدينة رداع في محافظة البيضاء وسط اليمن وفقا لمصادر رسمية. من جانب اخر أعلنت وزارة الداخلية اليمنية احتجاز سفينة في مياه اليمن الإقليمية كانت تحوي أسلحة ومتفجرات وصواريخ أرض جو مضادة للطائرات.ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن مصدر مسؤول بوزارة الداخلية إن قوات خفر السواحل التابعة لقوة الداخلية وبالتعاون مع البحرية الأمريكية اعترضت الأربعاء الماضي سفينة تحمل على متنها كميات من المتفجرات والأسلحة والصواريخ التي دخلت بطريقة «غير شرعية». واضاف المصدر انه تم العثور على أسلحة تشمل صواريخ أرض جو تُحمل بالكتف وتُستخدم لإسقاط الطائرات العسكرية والمدنية، كما حوت على متفجرات عسكرية من نوع سي 4، وقذائف 122 سم، وقذائف صاروخية (اربي جي)، ومعدات تستخدم لصناعة المتفجرات محليا مثل الكبسولات المتفجرة الكترونيا، التفجير الموقوت بالريموت عن بُعد، وتستخدم جميعها في صناعة المفخخات «المحولة باليد والتي تستخدم كلاصق للسيارات أو كألغام أرضية لتفجير العربات».وقال إن طاقم السفينة مكون من ثمانية بحارة جنسياتهم يمنية، وأن التحقيق جارٍ معهم لمعرفة مصدر الأسلحة ووجهتها. ويعتقد مسؤولون امريكيون إن السفينة كانت قادمة من ايران ومرسلة الى متمردين يمنيين. وأكد مسؤول امريكي -تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- ان العملية جرى التنسيق لها مع البحرية الامريكية وان مدمرة امريكية كانت قريبة من موقع اعتراض السفينة. وأبلغ مسؤول اخر رويترز ان الشحنة التي تم اعتراضها من المعتقد انها كانت قادمة من ايران ومن المرجح انها كانت مرسلة الى المتمردين الحوثيين. وقال المسؤول الامريكي الثاني الذي تحدث ايضا شريطة عدم الكشف عن هويته "هذا يبين استمرار التدخل الايراني الضار في دول اخرى في المنطقة." من جانبه جدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، عزم بلاده على ملاحقة "الإرهابيين"، من أجل توفير مناخ للاسثتمار، في وقت تدور فيه مواجهات عنيفة بين الجيش وعناصر "القاعدة" شرق البلاد. وقال هادي خلال لقائه، امس الثلاثاء، رئيس دائرة الشرق الأوسط في مجموعة توتال، إرنو بروياك، "إن الدولة تقوم بملاحقة الإرهابيين في كل مكان من أجل توفير المناخات الاستثمارية الملائمة والقضاء على آفة الإرهاب واستئصاله". واضاف أن "الجيش حقق نتائج وانتصارات بملاحقة عناصر الإرهاب"، مؤكدا على ان "ما تحقق يعد بداية نهاية تنظيم القاعدة الإرهابي من اليمن والجزيرة العربية".