للأستاذ الدكتور محيي الدين محسب مكانة رفيعة في حقل الدراسات النقدية والبلاغة واللغوية وله سهمه في هذا المجال فأغدق على المكتبة العربية بجمهرة من المصنفات أذكر منها (علم الدلالة عند العرب) و(الثقافة المنطقية في الفكر النحوي) ناهيك عن حضوره الأكاديمي والفاعل ومشاركته المتميزة في الملتقيات الثقافية بأبحاثه الجادة، واليوم يخرج للمتلقي بكتاب في غاية الأهمية وهو (الأسلوبيات الأدبية.. من لغة النص إلى مغزى الخطاب) الصادر من كرسي الدكتور عبدالعزيز المانع لدراسات اللغة العربية وآدابها. يقول المؤلف في مهاده للكتاب: وعلى أية حالة فإننا في طوايا هذا الكتاب سنقف وقفات متعددة عند تجليات هذه الأسلوبيات الوظيفية وفق جملة من التقريرات المهمة التي أرساها هاليدي، والتي أسهمت في تطور الدرس الأسلوب وأعطته مزيداً من التدقيق المعرفي والمنهجي الأكثر تماسكاً واتساقاً في المراحل التي تلت مرحلة التأسيس عند شارل بالي، ولكن قبل أن نتجه إلى تلك الوقفة المطولة التي ستختص بأسلوبيات شارل بالي لابد أن نعرج في سياق هذا التمهيد على اتجاه أسلوبي ستكون لنا معه أيضاً وقفات متعددة، بل سنحاول استثمار كثير من إضاءاته النظرية النافذة في التحليلات النصية التي سيقدمها هذا الكتاب وأعنى بذلك: أسلوبيات ميكال ريفاتير. كسَّر محسب كتابه على قسمين حمل القسم الأول الرؤية العامة وألقى الضوء فيه على أسلوبيات شبيتز الأدبية وأسلوبيات ميكال ديفاتير وأسلوبيات هاليدي الوظفية وأسلوبيات شارل بالي، وغيره من مباحث في الأسلوبيات والمؤثرات واللغات، في حين ضم القسم الآخر تحليل أسلوبية من نماذج نصية من الشعر العربي حيث توقف فيه عند مرثية كعب الفنوي وقصيدة المسيب بن علس وقصيدة (وطاوي ثلاث) المنسوبة للحطيئة، أما من نصوص شعرنا الحديث فدرس أسلوبيات جمهرة من القصائد لهؤلاء الشعراء: محمود حسن إسماعيل، إبراهيم ناجي، عبدالله الفيصل، ممتاز الهواري، فوزي عيسى، فوزي أمين، حسن طلب، محمد الحمامصي، محمد مهدي، فوزية أبو خالد، محمد ربيع هاشم، منصور الجهني، حمزة شحاته. ثم أعقب هذه الدراسات بمقالة مترجمة لروجر فاولر ذات العنوان: نحو نظرية لسانية / اجتماعية للخطاب الأدبي. هذا وقد ارتكز هذا الكتاب على قائمة طويلة من المراجع والمصادر والأعمال الشعرية باللغتين العربية والإنجليزية.