بحيلة مماثلة لأسطورة حصان طروادة استطاع حفيد جاك كوستر عالم المحيطات الشهير الاقتراب أكثر من قطعان القرش الأبيض والتعامل الشخصي معها بالاختفاء داخل غواصة شبيهة في مظهرها بأحد تلك الحيتان. وقال فابيان كوستو: «هذه الغواصة ابتكار رائع. وهي عبارة عن مركبة تزن 1,200 رطل قادرة على الإبصار والإحساس كما تتحرك مثل قرش أبيض عملاق». وقام بصناعة هذه الغواصة التي تشبه القرش الأبيض تماما غورو إيدي بول المهندس ومصمم الأجهزة الإلكترونية القادرة على محاكاة الكائنات الحية في هولي وود. وكان كوستو يتمنى أن تكون غواصته التي اختار لها اسم «طروادة» شبيهة بقرش حي لدرجة تمكنه من استخدامها لاقتحام العالم المرعب لهذه الوحوش الضارية. وقال: « أفكر بنفس الطريقة التي تفكر بها جين غودوول أوديان فوسي (المتخصصان في دراسة القرود)، لا أود الانفصال عن الحيوانات. أود أن أكون جزء من مملكتها!». وليس من السهل تصميم جهاز ميكانيكي يبدو منسجما وسط سرب من حيتان القرش. ولهذا الغرض نموذج طوله 14 قدما مصنوع من قضبان قطرها بوصتان من الصلب المقاوم للصدأ مصفوفة في شكل أضلاع مغطاة بمواد مطاطة مشابهة في قوامها القوي ولونها لجلد القرش. ولكي لايصدر ضجيج وفقاعات عند تشغيل الغواصة زودها كوستو وبول بنظام تشغيل يعمل بدائرة كهربائية مغلقة ومقود للتحكم في الحركة للأمام والدوران إلى جهتي اليمين واليسار. والغواصة مزودة بثلاث آلات تصوير؛ واحدة مركبة في الرأس، والثانية مثبتة على زعنفة الذيل، أما الثالثة فيحملها كوستو داخل الغواصة. وبذلك أمكن تصوير كل حركة تصدر من حيتان القرش. وكان أول موقع لتصوير الحيتان المفترسة في المياه المحيطة بجزيرة غواديلوب بالقرب من ساحل باجا في المكسيك. ووصف كوستو تلك التجربة قائلا: «كانت الحيتان تقترب مني في حذر بطريقة تختلف عن اللقطات التي صورت في الأفلام الوثائقية، حيث كانت حيتان القرش الأبيض تسرع الغواص الذي يحتمي في قفص». ومع أن الغواصة طروادة تبدو شبيهة بالحيتان الا أن من الصعب تقليد الحركات المعقدة للقرش الحقيقي. وكان ذلك عيب جعل الحيتان تنظر إليها في عطف وتعاملها «كقريب يعاني من الإعاقة الجسدية قادم من أستراليا!»، كما يقول كوستو. ويتمنى كوستو أن تساعد المشاهد التي يقدم صورها للفيلم التلفزيوني الخاص، الذي يستغرق عرضه ساعتين، والذي يحمل اسم «عقل الشيطان» (Demon Mind of) في تغيير بعض الأفكار الخاطئة عن القرش الأبيض. ويختم كوستو حديثه قائلا: «كل ما أسعى إليه مكافحة الفكرة التقليدية عن هذا الحوت التي نصوره كقاتل بلاقلب!».