أعرب الرئيس اللبناني ميشال سليمان، امس، عن تخوّفه من تداعيات الأزمة السورية على لبنان وتزايد عدد النازحين السوريين الى بلاده. وقال سليمان أمام السلك الدبلوماسي بمناسبة حلول العام الجديد، إن اللبنانيين "يتخوّفون من تداعيات الأزمة السوريّة المتمادية وتنامي أعداد النازحين السوريين على أراضيهم". ووصل عدد النازحين السوريين الى لبنان أكثر من 200 ألف. ودعا سليمان الى مساعدة لبنان في معالجة تبعات تنامي أعداد النازحين السوريين في بلاده "من خلال تأمين المساعدات الماليّة والمادية المتناسبة مع الاحتياجات، من المصادر الخارجيّة المعنيّة والقادرة، وإحاطة عمليّة النزوح بما يفترض من تنظيم وضوابط متعارف عليها تسمح بالاطلاع على حقيقة أوضاعهم واحتياجاتهم". كما دعا الى السعي لعقد مؤتمر دولي لمعالجة موضوع النازحين السوريين "من مختلف جوانبه، من منطلق المسؤوليّة الجماعيّة المشتركة في تحمّل الأعباء وتقاسمها، وذلك في انتظار بلورة الحلّ السياسي الذي سيسمح لهم بالعودة إلى بلادهم بكرامة وأمان". وقال: إن الدولة ستعمل على "الاستمرار في دعوة جميع الأطراف الى عدم التورّط في منطق العنف الإقليمي والمصالح الخارجيّة، أكان ذلك بدافع تعاطف فئوي أو بفعل ارتهان". من جهة ثانية، دعا سليمان الى ضمان استمرار دعم مهمة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان "والسعي لتوفير الشروط الضاغطة اللازمة لدفع إسرائيل الى تنفيذ كل مندرجات القرار 1701" الصادر عن مجلس الأمن الدولي اثر هجوم إسرائيل على لبنان عام 2006. كما دعا الى دعم الجيش اللبناني "بصورة عمليّة في ما يحتاجه من عتاد هادف يسمح له بتأدية واجبه الوطني في حماية الحدود والمحافظة على الديموقراطيّة والسلم الأهلي ومحاربة الإرهاب". وطالب سليمان ب"تكثيف الجهود الهادفة لبلورة مقاربات جديدة تسمح بفرض حلّ شامل وعادل لقضيّة فلسطين وللصراع العربي الإسرائيلي في كل وجوهه". وأضاف أنّ "من شان مثل هذا الحلّ من دون سواه خلق الشروط البديهيّة والأساسيّة للاستقرار والتقدّم في الشرق الأوسط، وتعزيز ركائز الديموقراطيّة الناشئة فيه، وكذلك نهج الحوار والاعتدال. وذلك، على نقيض ما تستمرّ اسرائيل في انتهاجه من سياسات، وبنائه من مستوطنات غير شرعيّة، في ردّ مستهجن ومدان على قرار الجمعيّة العامة بقبول دولة فلسطين كعضو مراقب في الأممالمتحدة، وفي تحدّ سافر لتطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة لإقامة دولته السيدّة والمستقلّة على ترابه الوطني".