قاطع الحوثيون امس اجتماعا مقررا للجنة الفنية للتحضير لمؤتمر الحوار مع الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور، بسبب حضور السفير الأميركي جيرالد فايرستاين إلى مقر اللجنة مع باقي سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية. وقال ممثل الحوثيين (أنصار الله) في اللجنة محمد ناصر البخيتي ليونايتد برس انترناشونال أن" اللجنة الفنية كانت على موعد للاجتماع برئيس الجمهورية اليوم وفوجئنا بحضور سفراء الدول العشر بمن فيهم السفير الأميركي". وأضاف البخيتي "نحن لا نثق في أميركا لأنها لا تجلب معها إلا الدمار للشعوب وسياستها في العالم الإسلامي تصب في مصلحة الكيان الصهيوني (إسرائيل) فقط وتنكر حق الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه فكيف لنا أن نصدق بعد كل ذلك أنها تريد الخير لليمن". وكان الحوثيون قاطعوا جلسات حوار سابقة بسبب حضور السفير الأميركي. وقال البخيتي "مقاطعة الجلسات التي يحضرها السفير الأمريكي تأتي في سياق سياستنا المناهضة للتدخلات الأجنبية حتى لا يصبح وضع اليمن كوضع أفغانستان ". وحول اتهامات السفير الأميركي في مؤتمر صحافي عقده أمس الأول الحوثيين بتنفيذ أجندة إيرانية قال البخيت ان فايرستاين "الأكثر تدخلا" في الشؤون اليمنية "ثم لا ينسى في النهاية إسقاط التهمة على إيران وبالتالي ينطبق عليه المثل العربي القائل رمتني بدائها وأنسلت". من جهته قال مسؤول بمكتب الرئيس اليمني الجنوبي السابق، علي سالم البيض، امس إنه ليس من حق السفير الأمريكي بصنعاء نعت شعب الجنوب ب"الانفصالي"، بعد أن تم الإعلان عن فك الارتباط مع الشمال في 21 مايو عام 1994 اثر حرب ظالمة على شعب الجنوب. وأضاف المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح ليونايتد برس انترناشونال، "أن صفة الانفصال التي جاءت على لسان السفير الأمريكي الأحد في مؤتمر صحافي، لا تنطبق على شعب الجنوب، لأنه قد سبق وانسحب من اتفاقية الوحدة في 21 مايو 1994 عندما أعلن الرئيس علي سالم البيض قرار فك الارتباط وإعلان قيام جمهورية اليمن الديمقراطية". واعتبر أن "شعب الجنوب الذي أصبح تحت الإحتلال منذ عام 1994 قد عبر عن حقه في التحرير والاستقلال وإستعادة الدولة وفقاً لقواعد القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة". واشار الى ان الرئيس البيض، "بعث برسالته في سبتمبر 2012 مرفقة بورقة عمل موجهة الى السيدة هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الامريكية (السابقة)، عرض فيها مبادرته التي تضمنت الشراكة من اجل إزالة بؤر التوتر واجتثاث الإرهاب وتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة". وحث المسؤول "الإدارة الأمريكية على إعادة النظر في تقييمها للوضع في الجنوب ودراسة ورقة العمل المشار إليها، كونها تشكل خارطة طريق تقود الى إعادة بناء دولتين مدنيتين في كل من الشمال والجنوب تعملان جنبا الى جنب مع دول مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي للقضاء على بؤر التوتر والإرهاب ولتحقيق الامن والاستقرار والتنمية المستدامة". وقال المسؤول في الحراك الجنوبي اليمني، "كنا نتوقع من سفير الولاياتالمتحدة لدى صنعاء أن يبادر الى تهنئة شعب الجنوب بمناسبة عقده (مهرجان التصالح والتسامح)، وبما وصل اليه هذا الشعب من مستوى عالٍ في نضاله السلمي من حريته واستقلاله واستعادة دولته على ترابه الوطني". وكان السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فاير ستاين اتهم، الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض بتلقي دعم من ايران بغرض تحقيق انفصال الجنوب الذي توحد مع الشمال في مايو 1990.