قبل أيام أعلنت جامعة فلوريدا عن تدشين موقع طبي فريد على شبكة الانترنت. فباستعمال وسائط كمبيوتر خاصة يستطيع المرضى مراجعة بياناتهم الحيوية المهمة (كمعدل الضغط ونبض القلب ومستوى السكر في الدم) وارسالها عبر الشبكة إلى كلية الطب في الجامعة. وخلال ثوان يصلهم التشخيص - بواسطة كمبيوتر مركزي مبرمج - مع «روشتة» يمكن صرفها من أقرب صيدلية. ويقول القيّم على المشروع جونثان لي «تهدف هذه الفكرة إلى مساعدة المقعدين وكبار السن على متابعة حالتهم الصحية بدون مغادرة المنزل أو حجز المواعيد ونتوقع ظهور مواقع كثيرة مشابهة في السنوات القليلة القادمة!! .. وهذا عن إرسال البيانات واستلام التشخيص عبر الانترنت.. أما الخطوة القادمة فستكون (في نظري) استقبال الدواء المناسب عبر أسلاك الهاتف أو الجوال. وفكرتي بهذا الخصوص تعتمد على فرضية تدعي أن المهم في أي دواء (ليس تركيبته الكيميائية أو نسبة تركيزه المادية) بل خواصه الموجية والفيزيائية الخفية.. وهذه الفرضية الغريبة تعود إلى الطبيب الألماني صموئيل هاهنمان (1755-1843) الذي تبنى مبدأ غريباً يقول: إن فاعلية الدواء لا تعتمد على كثافته وقوة تركيزه أو عدد جرعاته بل على «روح الدواء» وخاصيته الطبيعية التي تزداد قوتها كلما خفف أكثر وأكثر وأكثر (وهذا كلام مطاط لك أن تفهمه كما تشاء).. وبناء على هذا الرأي عمد هو وأتباعه إلى تخفيف الأدوية في الماء المقطر بنسبة (1-100) وما ينتج عنها يخفف بنفس النسبة حتى لا يكاد يبقى أي أثر لمادة الدواء الأساسية.. أما لماذا يتم تخفيف الأدوية إلى هذه النسب الضئيلة (!؟) فحتى نتجاوز آثارها الجانبية الضارة ونساعد الجسم - بدون تفويت فرصة مقاومة المرض بنفسه.. وبالطبع قوبل رأي هاهنمان بالتسفيه والمحاربة من قبل الصيادلة وشركات الأدوية (التي رأت في انتشار هذا المبدأ خطورة على مبيعاتها الهائلة من العقاقير المركزة)! المدهش أنه في الوقت الذي حوصر فيه مبدأ تخفيف الدواء (لأقل قدر ممكن) ظهر ما يساعد على فهم آراء هاهنمان بهذا الخصوص.. فقد اتضح أن العمليات الحيوية داخل الجسم ليست عضوية أو كيميائية فقط، بل وأيضاً كهربائية ومغناطيسية يولدها الجسم ويتأثر بها حين تأتي من الخارج. ومن التجارب المدهشة - التي شاهدتها على محطة BBC - محاولة ناجحة لنقل الخواص الطبيعية للأدوية (بطريقة لاسلكية) إلى الماء المقطر أو إلى جسم المريض مباشرة. وهذه الطريقة (اللاسلكية) تذكرنا بأساليب علاجية كثيرة تعتمد على المسح باليد أو النفث عن بعد - أو حتى شرب قنينة ماء تحمل بركة الصالحين.. واليوم أصبح الأطباء أكثر جرأة في الحديث (ليس فقط عن الخواص الكيميائية للدواء) بل وعن الخواص الكهرومغناطيسية والذبذبات الفيزيائية الخاصة به (وهذا يقترب كثيراً مما يسميه اتباع هاهنمان «روح» أو «خاصية الدواء» التي لا تتأثر فعاليتها مهما خفف). وفي حالة ثبت فعلاً اعتماد الأدوية على خواصها الكهرومغناطيسية والروحية لا أستبعد اكتفاءنا مستقبلاً بالاتصال هاتفياً على أي «صيدلية إلكترونية» لطلب الذبذبات الشافية والنوايا المباركة عبر الانترنت.. وما أن تصل تلك الذبذبات حتى نستقبلها في ماء مقطر أو ندخلها مباشرة في أجسادنا (كحقنة إلكترونية تتصل بمؤخرة الكمبيوتر)!! .. في ذلك الوقت، أتوقع دخول أطبائنا الشعبيين على الخط!! ?