صار الإسلام آسيوياً، وأفريقياً، وإسلام جاليات غربية وشرقية وتحولت البيئات، والتقاليد لتعطي أنواعاً من إسلام مفترض أنه على خطأ أو قاصر، وأعطت أمريكا نموذجاً جديداً حين أصبحت إحدى النساء إماماً لمسجد يصلي به إناث وذكور، هذا عدا التقسيمات المعروفة لمذاهب تختلف على الهوامش وتلتقي على الأساسيات، ولكنها تتحارب من أجلها لأن طبيعة بعض المسلمين القول من خالفني فهو ضدي، وضد عقيدتي.. في الهند عنصرية تفصل المهمشين من الفئات المنبوذة، لكن الدستور عالجها بوصفة ناجحة، وإن لم يقض عليها، وبقيت صراعات المسلمين مع الهندوس ظاهرة باقية، وربما تصل إلى حل، لأن نضج المجتمع هناك الذي تقوده ديموقراطية كبيرة قد يفصل هذه النزاعات، ويدمجها بمجتمع التعددية التي تخدم الأديان والتنوعات الأخرى المختلف عليها، كذلك توجد صراعات في بعض بلدان العالم قد تكون لنفس الأغراض، لكن كيف نُفسر اختلافات العالم الآخر الذي استطاع التغلب عليها وفق تكاليف أقل من العالم الإسلامي..؟ فالبوذية، والمسيحية، وديانات ومذاهب لديها أشياء عديدة تختلف حولها، لكن التسويات في أشرس المعارك تُحسم بعقد المستقبل لا الماضي وقد انطبق هذا الموقف على الايرلنديين بكفاءة الإنسان الذي يتطلع إلى مستقبله بمنظار متسع، واستطاع غلق الشريان المتدفق دماً، أيضاً لا نجد بين تنوعات أخرى خيار الحروب، أو الإرهاب إلا في المجتمعات حديثة التكوين أو المتخلفة مثل دول البلقان، أو حروب القبائل الأفريقية.. المسلمون يملكون فرصاً عديدة لإنشاء وحدتهم، رغم خلافاتهم، لكن بشرط أن يلتقوا على حد أدنى للفصل بين القضايا الخلافية الصغيرة، ونشر ثقافة المعرفة، والحقوق المتساوية، ثم اعتماد عقد تاريخي يجعل المسلمين حالة واحدة، وإلا فإن محاولة أسلمة الدول الأخرى، واستعادة الخلافة الكبرى، أمورٌ لا تُحسم بالحروب إذا ما علمنا أن دولة مثل إسرائيل لديها قنابل نووية قادرة على إبادة العالم الإسلامي برمته.. الإرهاب أصبح سمة إسلامية، واستعادة سمعتنا أمام العالم لا يكفيها القبض على رؤوس الإرهاب، أو قتل شريحة منهم، بل بفهم مدى الأضرار التي لحقت بهذا العالم الكبير من خلال تلك الممارسات، ثم إنه بدون حريات تفهم مصالح الشعب وتنبثق عنها، فإن المسلمين على خط النار مع العالم بأسره، وهي حالة غير متكافئة إذا ما تحولنا إلى ضحايا تلك التصرفات..