ارصد في هذا المقال بعض الحقائق بموضوعية وحيادية، فالظلم الذي تعرض له ابن الوطن حميدان التركي مكشوفة اهدافه، فمن قال إن حميدان التركي مسجون على إثر قضية فهو واهم، ومن قال إنه مذنب فهو لا يميز بين الحق والباطل وبين الخير والشر، ومن قال بأنه يستحق العقاب الذي هو فيه فهو ظالم، نعم حميدان التركي هو الآن رهين الحبس، فقد لغمت قضيته بالظلم وقيدت حريته بالسجن، وسبق أن كتبت مقالاً بعنوان: ( متفائل بإطلاق سراح حميدان التركي) بصحيفة الرياض بالعدد 14844 وتاريخ 18/ 2 / 1430ه للهجرة وذكرت اسباب القبض عليه، واسباب الكذبة الجنائية التي لفقوها له لكي يحققوا أهدافاً مكشوفة وخبيثة باستخدام سلطة الإعلام، وايضا وضحت كيف سيطلق سراحه من واقع تحليل شخصي لهذا السيناريو الظالم، ولكن لم يخرج حميدان التركي من السجن حتى هذه اللحظة، لانني لم اكن اعلم مدى صلابة دين حميدان التركي، فالله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم فقط، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلاة زيد في بلائه). وقال الله تعالى في الحديث القدسي: (يا عبادي الصالحين لم أبتليكم لهوانكم علي، ولكن أبتليكم لأدخر لكم صبركم وثوابكم عندي يوم القيامة). وحتى أكون واقعياً بعيداً عن الأماني، أقول قبل قضية حميدان التركي لم نكن نعرف هذا الرجل ولا نعرف أسرته وهناك الملايين لا يعرفونه ولكن بعد هذه القضية الظالمة، عرفناه وعرفنا أسرته عن قرب، وعرفته تلك الملايين، فأحببناه وأحببنا أسرته، وكلما جاءت ذكر موضوعه دعونا له ولهم في ظهر الغيب، وفي أوقات الاستجابة، وفي أماكن يتضاعف فيها الأجر والثواب، فهذا الرجل غادر الوطن بنية طيبة، لكسب العلم ونشر الخير، فكانوا له بالمرصاد وفبركوا له هذه القضية الظالمة. خير الخلق من الانبياء والصالحين لم يسلموا من الظلم والأيذاء في دينهم، فلا غرابة أن يتعرض حميدان التركي لذلك؟ فالله أبتلى آدم بالشيطان ووسوسته، وابتلى داود والنبي سليمان بالثراء، وفتنهما بالنعمة ففتن النبي داود في القضاء، وفتن النبي سليمان بالخيل الصافنات، فصبر النبي داود وصبر النبي سليمان على الابتلاء بنعم الله، ثم استغفرا الله من نعمة الابتلاء واجتازا الامتحان في النهاية بسلام، وابتلى الله تعالى النبي يوسف بفتنه أمراءة العزيز واتها مها له، حتى كشف الله بالحق بتبرئته وأنطقها الله بالحق وبالصدق، كما ابتلى الله بالضراء نبينا أيوب عليه السلام فقال الله تعالى: (وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين). والله يقول في محكم كتابه: (وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)، فالانبياء والصالحون نشروا الخير بالقدوة والموعظة الحسنة كما جاء به الاسلام وحميدان التركي نهج هذا المنهج، فهنيئا له هذا الاقتداء، وهنيئاً له هذ ا الصبر على البلاء، وهنيئاً له على محبه قلوب الملايين ودعوتهم له في ظهر الغيب، فالسجن الحقيقي والحرمان يكون لمن سجنته نفسه عن فعل الخير، وحرمته من رضاء الرحمن، فكلما ارادوا بحميدان التركي شراً أراد الله به خيراً، فالشواهد واضحة، وقد اسعدني وشرح صدري تغريدة حميدان التركي، التي وصلت للملايين عبر تويتر، عندما شرفه الله بدعوة احد الاشخاص للإسلام، فأسلم واحسن أسلامه على يده في السجن، فالله سبحانه وتعالى أراد بحميدان التركي خيراً بهذا الفعل، والله كريم عادل بين العباد، فحين حرمه نعمة الالتقاء با احبابه ومواصلة تعليمه، منحه نعمة الصلاح والهداية والتوفيق، وهذا لا يأتي إلى برضاء الخالق سبحانه وتعالى، فالكل يتمنى أن يقتدي بسلوك حميدان التركي، ويحظى بدعاء ومحبه الملايي، فو الله ان حميدان التركي قد فاز بهذا المكسب لانه زرع الخير وحصد ما زرعه، فهو الآن حر طليق حتى ولو كان رهين الحبس، فلا نكره شيئاً قد يكون خيراً له، ولا نحب شيئاً قد يكون شراً له، ولا نعلم هل الخير في سرعه خروجه من السجن ليلتقي بمن يحب أو يبقى في مكانه لبعض الوقت لكي يزيد خيرة وخير من ينتظر خروجه على أحر من الجمر، فالله لطيف بعباده الصالحين، وادعو الله أن يلهمه الصبر، وان يسعدني ويسعد احبابه خبر اطلاق سراحه، ولا اقول إلى حسبنا الله ونعم الوكيل.