كثيرة هي النماذج الإنسانية التي نلتقيها في حياتنا، فبعضها يفلت سريعاً من تلافيف الذاكرة ، والبعض الآخر يبقى حيناً ثم يتلاشى أثره .. وهناك مايمتلك من عوامل القدرة على البقاء والتأثير والتواصل ما يجعله باقياً معك ومؤثراً فيك طوال رحلة حياتك، وهذا النمط الأخير يبقى استثنائياً في كل شيء .. في قوة حضوره وعمق جذوره وفاعليته وصفاته الشخصية واستعدادته الفطرية التي تجعل منه وجوداً حياتياً مستمراً في دواخلنا. وصاحب السمو الملكي الأمير النبيل أحمد بن سلطان بن عبد العزيز من ضمن أولئك الذين أعنيهم حيث توثقت في وقفاته وتواصله الاجتماعي وتفاعله الإنساني في كل المناسبات، وكذلك حُسن الخلق والتعامل الذي مدحه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي يُعد ركيزة من ركائز الفضائل ومبدؤها موجودة لدى الأمير النبيل أحمد بن سلطان ، وهي مفردات أتقن سموه قراءة تفاصيلها وصل بها وجعلها ضمن محفزات أفكاره وأنشطته اليومية، إذ أنها انعكاس أصيل لمدرسة والده الرمز الكبير الراحل سلطان بن عبد العزيز -طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته– فقد سَعدتُ بلقاء سموه الكريم أثناء تقديمي واجب العزاء في الفقيد الغالي الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز- رحمه الله رحمة واسعة- وجدت سموه مبتسماً وبشوشاً مستقبلاً الجميع رغم مرارة الحزن الكبير داخل قلبه إلا أنه كان صبوراً بقضاء الله وقدره، مما دفعني لكتابة هذه العجالة، ذلك الإحساس الصادق، الذي اجتاحني إثر ما لمسته من صفات شخصية وإنسانية نبيلة، وكرم وصدق ونُبل، وهمة عاليه، وعزيمة ماضية، وتحلى بالمسؤولية تجاه هذا الوطن الغالي وأهله، اجتمعت كلها في الأمير أحمد بن سلطان، الذي يذكرك دائماً بانضباطه وسلوكه، وبشاشته وابتسامته، وحسن سمعته وكرمه، وانشراح صدره، بالراحل الرمز الكبير، سلطان الخير والعطاء، وبياض النوايا، فإنه ظل يوليه أكبر عنايته محرراً معانيه النبيلة من كل غرض دعائي يحاصر منطلقاته ويسلبه مضمونه الإنساني ومعناه الأخروي. لذا رهن سموه مكارمه وبذله الوافي وتحديداً في بُعده الإحساني إلى سرية يَسعد بها المبذول إليه بعيداً عن بحثه لأي أضواء أو أصداء يبعدانه عن بعض أجمل معاني الإنسانية البحتة.