إثر رحيل الرمز الكبير ورجل الدولة الهمام، درع الوطن سلطان ابن عبدالعزيز، طيب الله ثراه، الذي لم أجد وصفاً أبلغ في حقه مما سمعته من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حيث وصفه قائلاً: (إن الأمير سلطان بن عبدالعزيز، منذ خلق، وهو مؤسسة خيرية بذاته، وصاحب خير، ويسعى للخير، وكل مكان يكون فيه لا بد أن يكون فيه عمل خير).. وسلمان الوفاء محق فيما قاله، فلم يكن الخير يذكر حيثما كان إلاّ ويذكر سلطان الخير، الذي وهب جلّ وقته للعمل الإنساني. ولهذا عندما فقدناه كان فقده أليماً، وخسارة كبيرة، وفاجعة عظيمة علينا جميعاً، مع تسليمنا بقضاء الله وقدره. غير أن فيما تركه لنا من إرث عظيم وأعمال جليلة وأبناء صالحين بررة ، خير عزاء في رحيله. أقول هذا وقد تداعت إلى ذهني صور كثيرة عندما جمعتني الظروف مؤخراً بصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن سلطان ابن عبدالعزيز آل سعود، فبمجرد أن وقعت عيني عليه، ذكرتني ابتسامته الصادقة المشعة النقية، ابتسامة سلطان الخير. ليس هذا فحسب، فالرجل يشبه والده في صفات عديدة: بشاشته.. أريحيته.. سعة صدره.. طيب نفسه.. نقاء سريرته.. فرحته بزائريه واحتفاؤه بهم.. وكرمه وسخاؤه، وحرصه على الاطمئنان على أحوال الناس، ومساعدتهم والاهتمام بشؤونهم، يضاف إلى هذا وذاك، وغيره كثير من تلك الصفات الحميدة والخصال الكريمة، التي ورثها الأمير الشاب نواف عن والده سلطان الخير، مما لا يسع المجال لذكره في عجالة سريعة كهذه، أدبٌ أصيل وتعامله الراقي مع الجميع. ولهذا أقول: صحيح إن فقد الأمير سلطان بن عبد العزيز علينا أليم، لكن من خلّف رجالاً أمثال الأمير نواف وإخوته الكرام، الذين يحرصون على تلمس هدى الراحل الكبير، سوف يظل حياً في وجداننا إلى الأبد.. فلله درّك يا نواف الشبل الأصيل. عبدالله بن صالح بن هران آل سالم- الرياض