تزامن منذ أسبوعين انعقاد اجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي والذي لحقه بأيام صدورالميزانية العامة للدولة والتي أظهرت حسن ظن المواطن حيث ارتفع الناتج القومي عن العام الذي سبقه بنسبة21% و زيادة الميزانية المخصصة للتعليم حتى بلغت 204مليارات ريال، و كذلك الخدمات الصحية والاجتماعية، والتي قررت بحوالي 100مليار ريال و في ذلك رغبة لرفع النمو الداخلي. هذه الحالة من الإنفاق على التعليم هى قاسم مشترك بين جميع دول الخليج؛ وهى تعيش الزمن الذهبي لاقتصادياتها أدامه الله طويلا، فمجموع الناتج القومي لدول الخليج العربي يساوي أكثر من 1.3ترليون دولار(حسب أرقام صندوق النقد الدولي لنهاية عام 2011)؛ حيث يشكل الاقتصاد الرابع عشر عالميا قبل المكسيك و كوريا الجنوبية و هولندا و سويسرا. ومن هنا فإن اتحاد دول الخليج لبعضها يكون على أساس التكامل و للتوضيح(مع الفارق) كان الاتحاد الأوروبي في بدايته برغم اختلاف اللغة وتاريخ طويل من العداوة المريرة تحقق لسببين أولا: هو الخوف من الكتلة الشرقية والتي كانت تزحف بهدوء وطمع نحو الغرب بقيادة الاتحاد السوفيتي والذي كان قويا ولم يكن أحد يتصور سقوطه خلال الخمسينات الميلادية. وثانيا: هو التكامل قدرات تقنية و موارد بشرية منتشرة بشكل مبعثر على الخريطة الأوروبية واليوم الاتحاد الأوروبي هو أكبراقتصاد بالعالم حيث يقدر بحوالي 17ترليون دولار(أكثر من الأمريكي وأكثر من ضعف الصيني). السببان موجدان في الخليج؛ الأول: هو الخوف من طمع بعض الجيران. والثاني: تحقيق التكامل في التقنية المستوردة ورفع مستوى الموارد البشرية بين دول الخليج كي تستطيع مجتمعاته القيام بمبادرة النمو، وتتحول هذه الدول إلى (وجود قوي)، والتكامل الذي أعنيه هو ليس إعطاء الدول الأخرى ما تحتاجه، و لكن أن ترسم احتياجاتك مع احتياجات الآخرين؛ لأن قدرنا أن ينجح هذا الاتحاد من أجل التحرر من المخاوف المحيطة.