أجمعت العديد من بيوت الخبرة الدولية على إن ميزانية المملكة التوسعية في2013 ستعزز الوضع الائتماني للدولة، وستدعم النمو الاقتصادي القوي خلال العام الحالي. يأتي ذلك متزامنا مع إعلان المملكة في العام 2013 أكبر ميزانية في تاريخها تقدر ب 829 مليار ريال، وبمصروفات تبلغ 820 مليار ريال. وتوقع بيت الاستثمار العالمي جلوبل في تقريره الصادر أمس تحقيق المملكة فائضا في ميزانيتها للعام 2013 بما قيمته 349 مليار ريال، بناء على توقعات لسعر النفط عند 102 دولار للبرميل. وأقرت المملكة منذ بدء الأزمة المالية العالمية عام 2008 برنامجاً ضخماً للإنفاق من أجل تجنب آثار الأزمة، وهو البرنامج الذي سجل نجاحاً بفضل استفادة المملكة من ارتفاع أسعار النفط العالمية وتوظيف عوائد هذا النفط في الداخل للحفاظ على النمو الاقتصادي، وتمكن الاقتصاد السعودي من تحقيق نمو بنسبة 6.8% في العام 2012، فيما حقق الاقتصاد غير النفطي للمملكة نمواً أكبر بنسبة 7.2% خلال العام 2012 ذاته. وتأتي توقعات جلوبل متزامنة مع تأكيدات وكالة فيتش للتصنيف الائتماني بأن المملكة بنت ميزانيتها لعام 2013، على أساس سعر 60 دولارا للبرميل وإنتاج 9.7 ملايين برميل يوميا، مقارنة بتوقعاتها بأن يكون سعر النفط في العام الجاري بحدود 100 دولار لبرميل خام برنت. وتوقعت الوكالة أن تدعم الميزانية التوسعية في 2013، عاماً آخر من النمو الاقتصادي القوي، وأن تعزز الوضع الائتماني للدولة. إلا أنها توقعت أن يتباطأ نمو الاقتصاد الكلي بسبب تراجع إنتاج النفط الذي كان واضحاً في الأشهر الأخيرة. ورجحت أن يكون إنتاج السعودية وأسعار النفط في عام 2013 أقل من مستويات 2012، وأوضحت أن المملكة توقعت إيرادات بشكل يبدو أقل حذراً من المعتاد، إلا أنها ذكرت أن الإيرادات الفعلية عادة ما تتجاوز الإيرادات المقدرة إلى حد كبير بمعدل 82%، على مدى السنوات الخمس الماضية، وبالتالي يجب أن يتحقق ذلك مرة أخرى في عام 2013. وقالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني ان النظرة المستقبلية لاقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2013 من شأنها ان تغطي على التباين الواضح بين اقتصادات الدول المصدرة للنفط والدول المستوردة له في المنطقة.